‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات تراثية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات تراثية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 10 يناير 2021

تداعيات واقعة تقديم عريضة الاستقلال بالمنطقة الشرقية (أبركان و وجدة) ذ. عبد الله لحسايني- اكاديمية التراث

تداعيات واقعة تقديم عريضة الاستقلال بالمنطقة الشرقية (أبركان و وجدة)

للباحث ذ. عبد الله لحسايني

             

   

 

إن حدث 11 يناير 1944م سبقته ظروف هيأت لواقعة صياغة وتقديم الوثيقة المطالبة بالاستقلال وارسالها إلى المسؤولين والبعثات الديبلوماسية.

فقد كانت خطة المجابهة والتصادم العسكري هي الرد المناسب في بدايات الاحتلال قبل وبعد سنة 1912 عام فرض معاهدة الحماية في كل المناطق المغربية. و خلالها برزت أسماء عدة عرقلت مسيرة الاكتساح الفرنسي والاسباني للتراب المغربي.، لكن ولأن القوة تغلب الشجاعة ولأن أن قوة جيش الاحتلال الفرنسي لا تقارن تقنيا وعدديا مع قوة المقاومين فقد كان الاستسلام المؤقت للأمر الواقع عين العقل وانطلاق نوع جديد من المقاومة السياسية من الداخل هو الحل.

وهكذا تبرز مجموعة من المطالبات الحركية بتطبيق الاصلاحات الموعودة والتي بررت فرنسا اقتحامها للسيادة المغربية. وجاءت ظروف الحرب العالمية الثانية وتضعضع قوة المحتل الفرنسي بعد احتلاله من طرف الألمان لتشكل فرصة ذهبية للقفز بعيدا والتخلص من المطالب الاصلاحية الخجولة ورفع السقف عاليا سياسيا للمطالبة صراحة بجلاء المحتل رغم ما يكلفه هذا المطلب من عقوبات انتقامية تحققت فعلا بنفي قادة الحراك السياسي أواعتقالهم والتنكيل بالرموز المحلية للحراك الوطني الذين أطلقوا عملية مقاومة العرائض.

ولأن هدف المداخلة ابراز التفاعل المحلي في منطقة الشرق وبالأخص بمدينتي أبركان ووجدة في هذه الفترة، فسنتخطى عملية التعريف بالمضمون السياسي والنسق الدولي الذي واكب الحدث المدروس.

تداعيات الوثيقة في مدينتي أبركان ووجدة

كان ينقص الجانب المحلي نقطة التواصل حيث أن الأخبار والمعلومات بل وحتى التعليمات الحزبية والحركية لم تكن تصل الجموع المنتظرة لإشارة الانطلاق. اذ لم تتضح توجهات الحزب ويفهمها الوطنيون بمدينة أبركان إلا بعد احداث اعلان حزب الاستقلال للمطالبة بالاستقلال الى ان القي القبض على الامين العام لحزب الاستقلال الاستاذ احمد بلا فريج ونائبه الاستاذ محمد اليزيدي وما تبع ذلك من مظاهرات في الرباط وسلا وفاس ووجده وحينما اتضح كل شيء عقد الوطنيون اجتماعا سياسيا بدكان أحد المقاومين بدعى السيد عمرو بن الحسين وكان هذا الاجتماع يضم عمرو بن الحسين الورطاسي قدور محمد بن عبد الله الحافي محمد بن الحاج احمد اليعقوبي وشقيقه المرحوم عبد القادر .

وبعد مناقشات حول سبل التأكد من المعلومة قرروا التوجه الى القائد المنصوري الذي رغم وجوده في السلطة إلا انه كما يشهد المقاوم قدور الورطاسي كان مشهورا باتصاله مع جلالة المغفور له محمد الخامس او انه كان من اصحاب السلطان كما كانوا يطلقون عليه وعلى امثاله من قواد ذلك العهد. فكان لابد في نظرالمقاوم الورطاسي ورفاقه أن تكون له معلومات ايضاحيه لهذه الاحداث وذلك بالإضافة الى ما كان القائد المنصوري مشهورا به من الافكار التحررية. لذا قرروا زيارته للاطلاع على ما عنده من معلومات حول هذه الاحداث.

وفعل استقبلهم القائد المنصوري في منزله وتناولوا معه الموضوع - بكل لياقه وحذر- واجابهم: "ان حزب الاستقلال قد رفع مذكرات الى السلطان والاقامة العامة ومختلف القنصليات يطالب فيها بإعلان الاستقلال." وتابع "فعليكم ان تعملوا على تهدئه الخواطر حتى لا يقع اي حادث يحرج وضعيتي مع الفرنسيين ".

وبعد هذه التصريحات عقدت الجماعة اجتماعا سريا بدكان السيد عمرو المذكور دون التوصل الى تقرير عمل محدد تم ذلك يوم الثلاثاء فاتح فبراير سنه 1944.

وفي مساء ثاني فبراير عادت الجماعه الى عقد اجتماع ثالث بنفس المقر وتوالت الاجتماعات طيلة يومي الخميس والجمعة فتم تحرير عريضة مذيله بامضاءات المجتمعين مع توقيعات اخرى وسلمت عبر "شخص معروف" ليبلغها الى رجال حزب الاستقلال.

وفي صباح السبت خامس فبراير قرر المقاوم قدور الورطاسي الالتحاق بمقاومي وجدة مبيتا مشروع عمل مقاوم آخر.

يقول قدور : "أتذكر ذلك جيدا لانني حينما فارقت منزلي كنت اعتزم عملا بوجده استشهد فيه في سبيل الله والوطن فلقد كنت سمعت السيد عمرو بن الحسين يروي لي احداث كلميمه فاعتزمت على ان استشهد كما استشهد الفقيه القري."

وقد أعلم القاضي السيد العربي السعودي بأبركان بالقصد يقول :فبكى بكاء مرا ثم قال لي اذهب في سبيل الله فان الله سينصرك.

كما أعلم المقاوم عمرو ين الحسين السابق ذكره بدكانه  بما عزم عليه فقال له: اناشدك الله على ان ترجع الينا بعد استطلاع جلية الامر لنقوم بعمل هنا بابركان.

وهنا ندع قدور يحكي كيف مرت عملية وجدة المنتفضة الداعية للاستقلال / يقول :" حينما وصلت الى وجده مساء السبت الخامس فبراير 1944 اتصلت فورا وصوري بالأصدقاء السادة عبد القادر البلعوشي وشقيقه محمد و محمد المشرفي فاخبروني بكل شيء واقترح الاخوان عبد القادر البلعوشي ومحمد ان ذهب فورا الى منزلهما بحيث بحي الطوبة للاختفاء هناك الى غد الاحد الذي سنقوم فيه بمظاهرة واكون - أنا - الخطيب في المسجد الاكبر عقب صلاة الظهر على ان يقوم محمد المشرفي باتصالات مع الاخوان الذين سيشاركوننا في هذه المظاهرات. وفي الصباح قصدنا انا والاخوان البلعوشيين دكانهم قرب القسارية القديمه حيث تسمى بالسيد محمد المشرفي الذي كان دكانه ايضا مجاوروا لهما حيث اتصلنا بالسيد محمد المشرفي الذي كان دكانه ايضا مجاورا لهما وهم جميعا خياطو الجلابيب فاخبرنا بأنه اتصل ببعض الاخوان و أن اللقاء في المسجد الاعظم عقب صلاه الظهر. ثم انني خرجت من دكان الاخوين على نيه كتابه خطبه حماسيه,  ولما رجعت الى دكان الاخوين اخبراني بان الشرطه تبحث عني والتقيت في طريق مراكش بالسيد احمد بن شعو الورييمشي. فوجدت الخبر عنده واعطاني 1000 فرنك وحذرني من التجول في وجدة. وعندها قررت الذهاب الى المسجد الاعظم. ولما اتم الامام النائب السيد العتيقي البرحيلي صلاة الظهر قمت في الجمع خطيبا. ومما قلته:

" يا معشر المسلمين ان الله تعالى يقول: ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنه، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراه والانجيل والقران. ومن اوفى بعهده من الله. فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم . انكم تعلمون ان حزب الاستقلال قدم مذكرة رسمية للمطالبة بإعلان استقلال المغرب. وان الغزاة الاستعماريين قابلوا ذلك بكل انواع التنكيل. ان واجبنا اليوم ان نجاهد في سبيل الله، فإما ان ننتصر واما ان نلتحق بإخواننا الشهداء والمعتقلين , واعلموا انه لا توجد بقعة طاهرة في المغرب الا المقبرة والسجن . الى ساحة الجهاد، الى القبر.. الى السجن...

وكان لهذه الكلمات اثر عميق على النفوس فبكى كثير من المصلين بكاءا واثناء القائي هذه الكلمه حاول شيخ المدينه السيد محمد بن الحاج بن محمد بن البشير الوجدي و أحد رجال المخزن لا اذكر اسمه ان يمنعاني من اتمام الكلمه فقام السيد محمد المشرفي وقال لهما دعوا الفقير يتم خطابه اذهبا الى حال سبيلكما والا... فخرجا من المسجد فارين لا يلوي احدهما على الاخر.

وكان السيد محمد المشري قد اخبرني قبل اداء الصلاه ان المسجد محيط بالقوه الفرنسيه وحينما خرجنا من المسجد وجدنا مفتشي الشرطه واعوانهم في باب المسجد فامرونا بالذهاب معهم ونحن نردد هذا النشيد:

 فليحيا المغرب بالاستقلال ولتحيَ بلاد الحريه ..

وقد انضم الينا عدد كبير من شباب وجده وكهولهم وشيوخهم اثناء مرورنا محروسين بالقوة بسوق الغزل ثم سوق الخميس الى مكتب الشرطه واثناء هذا المرور الصاخب كانت النساء في الشارع وفوق السطوح يوالينا الهتافات باستقلال المغرب ويشفعنها بالزغاريد عندما وصلنا الى نهاية سوق الغزل خرج مفتش من الصفوف ووضع مسدسه في خصري وقال اسكت فنظرت اليه مبتسما ثم تابعت تلاوة النشيد مع اخواني على ان المفتش الشهير بيريو قال للمفتش الاخر دعه .

 وعلى مقربة من مقهى سيمو بسوق الخميس خرج شاب من الصف الشرقي يدعى السيد عماره وتقدم الينا وسط الشارع وقال: قفوا.. يحيى المغرب حرا مستقلا يحيى جلاله الملك المعظم محمد الخامس يحيى حزب الاستقلال... ثم انظم الينا ولم نكد نصل الى مكتب الشرطة حتى لم نبق الا ثمانية اخوان: قدور الورطاسي محمد البلعوشي بن يونس بن الجيلالي محمد المسريفي عبد الكريم بن الاخضر الميموني اليزني عمار الوجدي ابراهيم والقندوسي الوجديان. اذا ان الشرطه كانت تقول للمتظاهرين لقد تظاهرتم ثم عربتم عن احتجاجكم فعودوا الى منازلكم فرجعوا وكان هدف الشرطه ان تقلل ما يمكنها من المعتقلين بوجده فنجحت في ذلك ولما جمعونا في فناء بنايه الشرطه تقدم المفتش الصحراوي وسالنا:

- لماذا قمتم بهذه المظاهرة؟

 فأجبت:

- تأييدا لرجال حزب الاستقلال .

فقال:

 ولكن ما الفائدة من هذا التهريج؟

 فأجبت:

-         قلت لك انه اعراب عن التأييد .

فقال:

-         ولكن فرنسا قوية ولا يضرها هذا التهريج.

فقلت:

-         ان هدفنا ان نعلن لها عزمنا على ارجاع الاستقلال وان السكوت لا فائدة فيه بل انه دليل الرضا بالوضع .

فعلق على ذلك بقوله :

-        لكم كامل الحق في هذا فالصبي اذا لم يصرخ لا ترضعه امه وزاد قائلا نحن كذلك مسلمون ونتمنى الخير للاسلام والمسلمين ولكننا نعمل مع الادارة والله ياسي الورطاسي اننا نعمل اكثر منهم ولكننا مهضومو الحقوق لا اله الا الله والسلام الله يصبركم على هذا العذاب وهؤلاء الخنازير لا شفقه فيهم ثم انصرف كان يقول هذا وهو يلتفت يمينا وشمالا مقطب الوجه حتى لا يتهم بانه كان يؤيدني ولكنني لم اتيقن من باطنه.

 وفي المساء نقلتنا شاحنة الشرطة في سيارة الى السجن المدني بوجده حيث بتنا في ممر من ممرات السجن طاوين بدون فراش ولا غطاء وفي الصباح الحقنا بالاخوان هناك حيث كنا نعد 39 معتقلا ومساء الاثنين سابع فبراير ساقتنا الشرطه الى دار الباشا وكان عليها السيد محمد المهدي الحجيوي ولكن ترأس جلسة الحكم علينا السيد السرغيني خليفته وكان من نصيبي عامان سجنا.

اما اخواني السبعه فقد حكم عليهم بعام واحد سجنا. عدا السيد عماره الذي حكم عليه بشهرين سجنا ولما رجعنا الى السجن قيل لي في باب السجن: انت قف هنا. وبعد لحظات ساقتني الشرطة الى رئاسة الناحية فانتظرت ثم أُمرت بالدخول الى مكتب ترجمان الناحية السيد احمد البناي هناك وجدت القائد المنصوري ورئيس المراقبه سلوك المذكور ... فتدخل القائد المنصوري قائلا:  لماذا قمت بمظاهرة في وجده مع انك جئتني انت وجماعة من الناس و افهمتكم بالتزام الهدوء بعد ان زودتكم بكل المعلومات الضرورية عن الحوادث. فأجبت باختصار هذا الشيء يهمني وقد حكم علي بسجن بسنتين سجنا وانت لا دخل لك في ذلك. فعلق غاضبا: ان الله اراد ان يعاقبك وسـأعمل على ان يحكم عليك بخمس سنوات سجنا اخرى. فعقبت عليه بقول انني مستعد يتحمل اي ثمن في سبيل عقيدتي. وهنا بلغ الغضب منه عدم الاستطاعة على الكلام معي. وقال للشرطة خذوه وسيعلم عاقبه امره .وزوال الاربعاء 16 فبراير 1944 شحن جميع المعتقلين على شاحنه نقل الى محطات القطار ببني وكيل على بعد 20 كم من وجده ليبعثوا للمدن الداخلية.

إن ما فعله مقاومو الشرق  رغم بعد المسافة وما جرى لهم لمجرد من اعتقال وما لم نذكره لضيق الوقت من تضييق وتنكيل لمجرد القيام بتظاهرة بسيطة تأييدا لوثيقة سياسية تحررية يجيب عن بعض الاشكالات التي قد تطرح عن قيمة العمل النضالي الذي أسسه المقاومون بتقديم الوثيقة, وبمعنى آخر فعدم استحضار الظروف المكهربة التي خلقتها سلطات الحماية في تلك الفترة والاطباق والاجهاز على كل صوت معارض وخنق كل فكرة تحررية يبرز أهمية أن توقع على وثيقة سياسية تبدوا اليوم في غاية البداهة بينما كانت تشكل وقتها جريمة يتم بموجبها قطع الأعناق والأرزاق والنفي والتعذيب والاعتقال. هذا كله فضلا على أنها أسست لخارطة طريق المغرب المستقل الجديد، مغرب ذو سيادة وأصالة وارتباط بماضيه وعلاقة بالمجتمع الدولي والحضارة التي شارك في تحريرها بدماء أبناءه حتى وهو تحت قمقم مارد الاحتلال.

أبركان في 11-01-2021 للباحث الأستاذ عبد الله لحسايني 

السبت، 24 أكتوبر 2020

هل تم تحريف كتاب بن خلدون؟ -ذ.عبد الله لحسايني -أكاديمية التراث

هل تم تحريف كتاب بن خلدون؟

للباحث عبد الله لحسايني

ينقل المؤرخ شارل دييل أستاذ التاريخ بجامعة نانسي بفرنسا في القرن 19 نقلا عن بن خلدون أن ديانة القبائل الزناتية قبل الفتح العربي كانت كاثوليكية . ويقول أن قبائل زناتة كانت تزور الكنيسة القرطاجية.
بينما لا نجد ذكرا لتنصر لامازيغ زناتة في النسخة الحالية "للعبر". فهل تم تحريف كتاب بن خلدون؟
للفصل في الخلل في التطابق بين النسخ المختلفة لكتاب ابن خلدون "العبر" حاولنا مقارنة التحقيقات المطبوعة قديما منها أحد طبعات الجزائر في العهد الفرنسي على جزئين والجزء المقصود معنون بـ "الجزء الثاني من كتاب تاريخ الدول الاسلامية بالمغرب وهو القسم الاخر من التاريخ الكبير المسمى كتاب العبروديوان المبتداء والخبر في أيام العرب والعجم والبربر لأبي زيد ... ابن خلدون " بعناية البارون دسلان طبعة دار طباعة الدولة سنة 1851. مسجل بالمكتبة الوطنية الفرنسية وبمكتبة جامعة كولومبيا وكذا بكندا ومعنون بالفرنسية كما يلي :
 Histoire des Berbères et des dynasties musulmanes de l'Afrique Septentrionale par Abou-Zeid Abd-er-Rahman ibn-Mohammed ibn Khaldoun
 بالنسخة الأخيرة توجد فقرة مفقودة في الطبعات المتداولة كطبعة دار الفكر اللبنانية بتحقيق سهيل زكار وخليل شحادة.الجزء7.

"Did Ibn Khaldun's book get distorted? by researcher Abdellah Lahsaini

The historian Charles Deil, a history professor at Nancy University in France in the 19th century, reports from Ibn Khaldun that the religion of the Zenati tribes before the Arab conquest was Catholicism. He also says that the Zenati tribes used to visit the Carthaginian church.

However, we do not find any mention of the conversion of the Zenati Amazigh in the current version of "Al-`Ibar". So, was Ibn Khaldun's book distorted?

To address the discrepancy in the various versions of Ibn Khaldun's book "Al-Ibar", we tried to compare the old printed investigations, including one of the Algerian prints from the French era, in two parts, and the intended part titled "The Second Part of the Book of the History of Islamic Dynasties in Morocco, which is the other section of the great history book called "Al-Ibar wa Diwan al-Mubtada' wa al-Khabar fi Ayyam al-Arab wa al-'Ajam wa al-Barbar" by Ibn Khaldun, carefully printed by Baron Deslandes, the edition of the State Printing Press in 1851, registered in the French National Library, as well as in the libraries of Columbia and Canada, and titled in French as follows:

History of the Berbers and the Muslim dynasties of North Africa by Abu Zeid Abd al-Rahman ibn Muhammad ibn Khaldun.

In the latest version, there is a missing paragraph in the circulating editions, such as the edition of Dar al-Fikr in Lebanon, edited by Soheil Zakar and Khalil Shahada, Part 7."



يتعلق الأمر بالفقرة التي تتحدث عي ديانة زناتة بالمسيحية قبل العهد الاسلامي.
فهل تم التزوير من طرف المحققين المسلمين لكي ينفوا أي وجود للمسيحية عند الأمازيغ لتبرير تحويل ديانة المسيحيين الى الاسلام واتهامهم بما يسمى الـ" وثنية" أم تمت اضافة الفقرة من قبل المحقق دسلان لترضية الطرح الفرنسي.
لمعرفة ذلك حاولت البحث في النسق اللغوي للجملة المجتزأة. يقول ابن خلدون حسب المحقق البارون دسلان :وكانت مواطن هذا الجيل - أي زناتة – من لدن طرابلس ...ثم إلى وادي ملوية وكانت الكثرة والرياسة فيهم قبل الاسلام لجراوة ثم لمغراوة وبني يفرن. ولما ملك الافرنجة بلاد البربر ودانوا لهم بدين النصرانية ونزلوا الأمصار بالسواحل وكان زناتة هولاء وسائر البربر في ضواحيهم يؤدون لهم طاعة معروفة وخراجا مؤقتا .
بينما في نسخة سهيل زكار نجد الفقرة كما يلي:
وكانت مواطن هذا الجيل - أي زناتة – من لدن طرابلس ...ثم إلى وادي ملوية وكانت الكثرة والرياسة فيهم قبل الاسلام لجراوة ثم لمغراوة وبني يفرن.
(ولما) ملك الافرنجة بلاد البربر في ضواحيهم صاروا يؤدون لهم طاعة معروفة وخراجا معروفا مؤقتا . 
 
 


The discussion revolves around a paragraph that talks about the Zenata's religion in Christianity before the Islamic era. The question is whether Muslim investigators have falsified the text to deny the existence of Christianity among the Amazighs to justify the conversion of Christians to Islam and accuse them of what is called "paganism," or if the paragraph was added by the investigator Desclaux to satisfy the French approach.

To determine this, I tried to analyze the linguistic structure of the fragmented sentence. According to the investigator Baron de Slane, Ibn Khaldun wrote: "And the homeland of this generation - that is, Zenata - was from Tripoli... then from the valley of Mlouya, and they were numerous and influential before Islam among the Grawa, then among the Maghraoua and the Bani Ifren. When the Franks took control of the Maghreb and imposed the Christian religion, they conquered the coastal cities, and Zenata and other Berbers in their suburbs obeyed them by paying temporary tribute."

However, in Suhayl Zakar's version, the paragraph reads as follows: "And the homeland of this generation - that is, Zenata - was from Tripoli... then from the valley of Mlouya, and they were numerous and influential before Islam among the Grawa, then among the Maghraoua and the Bani Ifren. When the Franks took control of the Maghreb, they imposed their authority on the suburbs by receiving their obedience and temporary tribute."

It thus appears that Suhayl Zakar's version contains no reference to Christianity, which could suggest that the text was altered by Baron de Slane for ideological reasons. However, it is important to note that this analysis is based on a single fragmented sentence and that further research is needed to arrive at a definitive conclusion.


مقارنة الفقرتين تظهر جليا أن كلمة "في ضواحيهم" عند طبعة سهيل لا معنى لها، فالأولى القول "فلما ملك الافرنجة ضواحي بلاد البربر" وهذا غير واقعي وغير منطقي فالإفرنجة ملكوا المدن البربرية. من هنا يمكننا الإطمئنان إلى النسخة الجزائرية المنسجمة لغويا. وقد نثبت بشكل كبير أن النسخ الحالية لابن خلدون ربما اعتراها التحريف المقصود.
وفي بحثنا عن نسخ محققة من طرف العرب في العقود السابقة وجدت نسخة مصرية  للجزء السابع من كتاب العبر لابن خلدون تصحيح محمد الصباغ لدار الطباعة الخديوية ببولاق -مصر و"تأريخ" ربما خاتمة لمحمد نجا فخربيار في اشارة ملتبسة لتاريخ التحقيق حيث يشار الى ثناء ودعاء لخديوي مصر "اسماعيل بن ابراهيم بن محمد علي" أي أن تاريخ التحقيق يفترض أن يكون تم في النصف الثاني من القرن 19. لكن في آخر الكتاب يذكر أن الطبع تم في سنة 1348 هجرية أي 1930 ميلادية .
والمستفاد من النسخة المصرية تطابقها مع نسخة سهيل زكار الحالية حيث تم حذف الفقرة الدالة على تنصر زناتة الأمازيغية، ما يزيد الأمر تعقيدا.
 

 


The comparison of the two paragraphs clearly shows that the phrase "في ضواحيهم" (in their suburbs), in Suhayl's edition, makes no sense. In fact, the first version says "فلما ملك الافرنجة ضواحي بلاد البربر" (when the Franks conquered the suburbs of the barbarian lands), which is neither realistic nor logical, as the Franks actually conquered the barbarian cities. Therefore, we can be reassured about the Algerian version, which is linguistically coherent. However, it is highly likely that the current versions of Ibn Khaldoun's works have been intentionally altered.

In our search for Arab-verified copies in recent decades, we found an Egyptian copy of the seventh volume of Ibn Khaldoun's Book of Examples, corrected by Muhammad Al-Sabbagh for the Khedivial Press in Bulaq, Egypt. It is accompanied by a "date" that could be a conclusion by Muhammad Najah Fakhriyar, ambiguously referring to the date of the investigation, where there is mention of praise and prayer for the Khedivate of Egypt "Ismail Ibn Ibrahim Ibn Muhammad Ali", which suggests that the date of the investigation would have taken place in the second half of the 19th century. However, at the end of the book, it is mentioned that the printing was done in 1348 of the Hijri calendar, or in 1930 of the Christian era.

What is interesting about the Egyptian version is that it corresponds to Suhayl Zakkar's current version, in which the paragraph indicating the Christianization of the Zanata tribe has been modified and the mention of the Christianization of the Amazighs has been removed, further complicating matters.


لكن مما سبق يمكننا التأكيد على وجود تلاعب أو إغفال في النص المنقح المنقول عن النص الأصلي بين النسخة التي طبعت تحت الحماية الفرنسية نهاية القرن التاسع عشر والنسخة المصرية المتوقعة نهاية التاسع عشر او بداية العشرين والتي تتطابق النسخة اللبنانية الحديثة معها

فهل تم الحذف أم الإضافة؟ 

إذا كانت الإضافة نوعا ما صعبة بحكم أن الأسلوب الخلدوني نوعا ما متميز عن أسلوب القرن التاسع عشر أو العشرين فإن الحذف والتقطيع هو مسألة متيسرة والقرائن متوفرة خصوصا حين يتعذر فهم الفقرة المقصوصة. أو يعيبها انسجام في ترابط الكلمات. لهذا وبسبب وجود مصلحة في اخفاء وقائع تاريخية تضر بالسردية التاريخية الرسمية والمتداولة على صعيد العالم الإسلامي القاضية بدخول الفتح العربي على اراض وثنية فإن احتمال حذف المقطع الذي ينفي السردية هو احتمال في غاية المنطق ونحن بحاجة اليوم إلى مقارنة النسخ المخطوطة ببعضها مقارنة كرونولوجية للتدقيق في كل ما قد يكون اعترى الكتاب التاريخي الشهير لابن خلدون من تحريفات واخطاء.


Among the above, we can confirm the presence of manipulation or negligence in the corrected text transmitted from the original between the version printed under French protection in the late 19th century and the expected Egyptian version in the late 19th or early 20th century, which corresponds to the modern Lebanese version.

Was it removed or added?

If addition is somewhat difficult due to the fact that Ibn Khaldoun's style is somewhat different from that of the 19th or 20th century, suppression and cutting are easy and the clues are available, especially when the understanding of the truncated paragraph is difficult or its harmony in the cohesion of words is compromised.

Therefore, due to the existence of an interest in concealing historical facts that harm the official and widespread historical narration in the Islamic world, which judges the Arab entry of the conquest of pagan lands, the possibility of removing the section that denies this narration is a completely logical possibility.

Today, we need to compare manuscripts with each other, a chronological comparison to closely examine all the manipulations and errors that could have affected Ibn Khaldoun's famous history book.



"Le livre d'Ibn Khaldoun a-t-il été déformé ? par le chercheur Abdellah Lahasini

Le professeur d'histoire Charles Deil, de l'Université de Nancy en France au XIXe siècle, rapporte d'Ibn Khaldoun que la religion des tribus Zenati avant la conquête arabe était le catholicisme. Il affirme également que les tribus Zenati visitaient l'église carthaginoise.

Cependant, nous ne trouvons aucune mention de la conversion des Amazigh Zenati dans la version actuelle d'"Al-Ibar". Alors, le livre d'Ibn Khaldoun a-t-il été déformé ?

Pour répondre à la disparité des différentes versions du livre d'Ibn Khaldoun "Al-Ibar", nous avons essayé de comparer les anciennes enquêtes imprimées, y compris l'une des éditions algériennes de l'époque française, en deux parties, et la partie prévue intitulée "La seconde partie du livre de l'histoire des dynasties islamiques au Maroc, qui est l'autre section du grand livre d'histoire appelé "Al-Ibar wa Diwan al-Mubtada' wa al-Khabar fi Ayyam al-Arab wa al-'Ajam wa al-Barbar" d'Ibn Khaldoun, soigneusement imprimé par le Baron Deslandes, l'édition de l'Imprimerie de l'État en 1851, enregistrée à la Bibliothèque nationale de France, ainsi que dans les bibliothèques de Columbia et du Canada, et intitulée en français comme suit :

Histoire des Berbères et des dynasties musulmanes de l'Afrique du Nord par Abu Zeid Abd al-Rahman ibn Muhammad ibn Khaldun.

Dans la dernière version, il manque un paragraphe dans les éditions en circulation, telles que l'édition de Dar al-Fikr au Liban, éditée par Soheil Zakar et Khalil Shahada, partie 7."


Il est question d'un paragraphe qui parle de la religion de Zénata dans le christianisme avant l'ère islamique. La question est de savoir si les enquêteurs musulmans ont falsifié le texte pour nier l'existence du christianisme chez les Amazighs afin de justifier la conversion des chrétiens à l'islam et de les accuser de ce qu'on appelle "paganisme", ou si le paragraphe a été ajouté par l'enquêteur Desclaux pour satisfaire l'approche française.

Pour déterminer cela, j'ai essayé d'analyser la structure linguistique de la phrase fragmentée. Selon l'enquêteur baron de Slane, Ibn Khaldoun a écrit: "Et la patrie de cette génération - c'est-à-dire Zénata - était de Tripoli... puis de la vallée de Mlouya, et ils étaient nombreux et influents avant l'islam chez les Grawa, puis chez les Maghraoua et les Bani Ifren. Lorsque les Francs ont pris le contrôle du Maghreb et ont imposé la religion chrétienne, ils ont conquis les villes côtières et Zénata et d'autres Berbères dans leurs banlieues leur ont obéi en payant un tribut temporaire".

Cependant, dans la version de Suhayl Zakar, le paragraphe se lit comme suit: "Et la patrie de cette génération - c'est-à-dire Zénata - était de Tripoli... puis de la vallée de Mlouya, et ils étaient nombreux et influents avant l'islam chez les Grawa, puis chez les Maghraoua et les Bani Ifren. Lorsque les Francs ont pris le contrôle du Maghreb, ils ont imposé leur autorité sur les banlieues en recevant leur obéissance et un tribut temporaire".

Il semble donc que la version de Suhayl Zakar ne contienne pas de référence au christianisme, ce qui pourrait suggérer que le texte a été altéré par l'enquêteur baron de Slane pour des raisons idéologiques. Cependant, il est important de noter que cette analyse est basée sur une seule phrase fragmentée et que des recherches plus approfondies sont nécessaires pour arriver à une conclusion définitive.



La comparaison des deux paragraphes montre clairement que le mot "في ضواحيهم" (dans leurs banlieues), dans l'édition de Suhayl, n'a aucun sens. En effet, la première version dit "فلما ملك الافرنجة ضواحي بلاد البربر" (quand les Francs ont conquis les banlieues des terres barbares), ce qui n'est ni réaliste ni logique, car les Francs ont en réalité conquis les villes barbares. C'est pourquoi nous pouvons être rassurés quant à la version algérienne qui est linguistiquement cohérente. Cependant, il est fort probable que les versions actuelles d'Ibn Khaldoun aient été intentionnellement altérées.

Dans notre recherche de copies vérifiées par les Arabes au cours des dernières décennies, nous avons trouvé une copie égyptienne du septième volume du Livre des Exemples d'Ibn Khaldoun, corrigée par Muhammad Al-Sabbagh pour la maison d'édition khédiviale de Bulaq en Égypte. Il est accompagné d'une "date" qui pourrait être une conclusion de Muhammad Najah Fakhriyar, faisant référence de manière ambiguë à la date de l'enquête, où il est fait mention de l'éloge et de la prière pour le Khédivat d'Égypte "Ismail Ibn Ibrahim Ibn Muhammad Ali", ce qui suppose que la date de l'enquête aurait eu lieu dans la seconde moitié du 19ème siècle. Cependant, à la fin du livre, il est mentionné que l'impression a été réalisée en 1348 de l'hégire, soit en 1930 de l'ère chrétienne.

Ce qui est intéressant dans la version égyptienne, c'est qu'elle correspond à la version actuelle de Suhayl Zakkar, dans laquelle le paragraphe indiquant la christianisation de la tribu Zénéte a été modifié et la mention de la christianisation des amazighs a été supprimée, ce qui complique encore les choses.


Mais parmi ce qui précède, nous pouvons confirmer la présence de manipulation ou de négligence dans le texte corrigé transmis de l'original entre la version imprimée sous la protection française à la fin du XIXe siècle et la version égyptienne attendue à la fin du XIXe siècle ou au début du XXe siècle, qui correspond à la version libanaise moderne.

Est-ce que cela a été supprimé ou ajouté ?

Si l'ajout est quelque peu difficile en raison du fait que le style d'Ibn Khaldoun est quelque peu différent de celui du XIXe ou du XXe siècle, la suppression et la coupure sont faciles et les indices sont disponibles, surtout lorsque la compréhension du paragraphe tronqué est difficile ou que son harmonie dans la cohésion des mots est compromise.

C'est pourquoi, en raison de l'existence d'un intérêt à dissimuler des faits historiques qui nuisent à la narration historique officielle et répandue dans le monde islamique, qui juge de l'entrée arabe de la conquête des terres païennes, la possibilité de supprimer la section qui nie cette narration est une possibilité tout à fait logique.

Aujourd'hui, nous avons besoin de comparer les manuscrits les uns avec les autres, une comparaison chronologique pour examiner de près toutes les manipulations et erreurs qui auraient pu affecter le célèbre livre d'histoire d'Ibn Khaldoun.




تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغربي

تسجيل القفطان المغربي كعلامة دولية – أكاديمية التراث تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغر...