الثلاثاء، 20 أبريل 2021

هكذا أطمرت كتب التاريخ قصبة "دار بن مشعل" الأثرية في بني يزناسن- للباحث عبد الله لحسايني

 

هكذا أطمرت كتب التاريخ قصبة "دار بن مشعل" الأثرية في بني يزناسن

للباحث عبد الله لحسايني 

 

الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 03:00




يتحدث الباحث عبد الله لحسايني عن الجدل التاريخي المرافق لقرية “دار بن مشعل” ببني يزناسن، حيث يؤكد أن زحزحة الجغرافيا أدت إلى طمر قرية أثرية من كتب التاريخ، وهو ما عبر عنه بالقول: “المعطيات المتعلقة بالقرية المذكورة متضاربة حتى في نفس المرجع، لكنها أيضا متفرقة، ما يجعل فكرة المقابلة بينها حلا أمثل لاستخلاص المعطى الأقرب للواقع. كما أن أسلوب الرواة الذي تنقصه الدقة، خصوصا الجغرافية، جعل كتابات المتأخرين تتناقض في تحديد هوية القرية بين من يعتبرها قصرا أو منزلا أو حتى شخصا، فضلا عن سوء تحديد منطقتها الجغرافية”.

وشدد الباحث، ضمن هذه المقالة التي خصّ بها هسبريس، على أنه “بتجميع القرائن المثبتة في كتاب الأسير الفرنسي مويت، والخريطة التي تحصل عليها الباحث الفرنسي دوسينيفال، وبوجود عوائل لا تزال تلقب باللقب العائلي “مشعل” أو “لشعل”، فالشك يؤول إلى العدم في كون قصبة “سيدي بوزيد” الحالية بمنطقة بوغريبة هي قصر لقرية “دار بني مشعل”، وأن اسم دار هنا لا يعني المسكن تماما كما هي قرى ومدن تبدأ تسمياتها بمفردة “دار” كـ دار الكبداني ودار 

بوعزة والدار البيضاء وغيرها من مدن المملكة المغربية المسماة بهذا الوصف”.

وخلص المتحدث، في ختام تشريحه التاريخي للحدث، إلى أن “قصبة دار مشعل هي قرية أثرية لا توجد إلا في منطقة بني يزناسن المحيطة بمدينة بركان شمال شرق المملكة المغربية، والمنطقة المقصودة هي قصبة سيدي بوزيد بين الجبال قرب بوغريبة ضواحي قرية أكليم بإقليم بركان”.

Thus did the books of history bury the ancient citadel of "Dar Ben Mshael" in the region of Beni Snassen, as described by researcher Abdellah Lahsaini in an article for Hespress newspaper in Rabat on Tuesday, April 20, 2021 at 3:00 AM.

Lahsaini discusses the historical controversy surrounding the village of "Dar Ben Mishael" in Beni Snassen, noting that the shifting geography led to the burial of an archaeological site containing valuable historical books. He says, "The information related to the mentioned village is contradictory, even within the same reference, and also scattered, making the idea of comparing them the best solution to extract the closest thing to reality. Moreover, the narrators' imprecise style, especially in geography, made the later writings contradict in identifying the village's identity, whether it is considered a palace, a house, or even a person, in addition to the poor determination of its geographical location."

The researcher emphasized that "by gathering the evidence proven in the book of the French captive, Germain Moüette, and the map obtained by the French researcher, Pierre de Cenival , and with the existence of families still bearing the family name 'Mshael' or 'Lshael', doubt turns to the possibility that the current citadel of 'Sidi Bouzid' in the Bougrriba region is a palace for the village of 'Dar Beni Mshael', and that the word 'Dar' here does not necessarily mean a dwelling, just as there are villages and cities whose names begin with the word 'Dar', such as Dar El Koubdani, Dar Bouazza, and Casablanca, among other cities in the Kingdom of Morocco named in this way."

Lahsaini concluded his historical analysis of the event by stating that "the citadel of Dar Ben Mshael is an archaeological village that exists only in the Beni Yznassen region surrounding the city of Berkane in the northeastern part of the Kingdom of Morocco, and the intended area is the citadel of Sidi Bouzid between the mountains near Bougrriba, a suburb of the village of Aklim in the Berkane region. "


Yznassen Par le chercheur Abdullah Lahsaini, publié par Hespress à Rabat

Mardi 20 avril 2021 - 03h00

Le chercheur Abdellah Lahsaini aborde la controverse historique qui accompagne le village de "Dar Ben Michael" à Béni snassen, où il confirme que la géographie a conduit à l'ensevelissement d'un village archéologique dans les livres d'histoire, ce qu'il exprime en disant : "Les données relatives au village mentionné sont contradictoires, même dans la même référence, mais elles sont également dispersées, ce qui rend l'idée de les comparer pour en extraire les plus proches de la réalité une solution idéale. De plus, la méthode des conteurs, qui manque de précision, en particulier en géographie, a conduit à des écrits tardifs qui se contredisent dans l'identification de l'identité du village, qu'il soit considéré comme un palais, une maison ou même une personne, en plus de la mauvaise définition de sa région géographique".

Dans cet article publié par Hespress, le chercheur a souligné que "la collecte des indices prouvés dans le livre du prisonnier français, Germain Moüette,et la carte obtenue par le chercheur français Pierre de Cenival, ainsi que la présence de familles encore appelées "Mchael" ou "Lchael", indiquent l'incertitude quant à savoir si la citadelle actuelle de Sidi Bouzid dans la région de Bougrhiba est un palais pour le village de "Dar Beni Michael", et que le terme "Dar" ici ne signifie pas exactement une maison, comme ce sont des villages et des villes dont les noms commencent par le mot "Dar", comme Dar Alkobdani, Dar Bouazza, Dar Al-Bayda et d'autres villes du Royaume du Maroc portant cette description".

Le conférencier a conclu, à la fin de son analyse historique de l'événement, que "la citadelle de Dar Michael est un village archéologique qui n'existe que dans la région de Béni snassen, près de la ville de Berkane, dans le nord-est du Royaume du Maroc, et la région visée est la citadelle de Sidi Bouzid, entre les montagnes près de Bougrhiba, en banlieue du village d'Aklim, dans la province de Berkane".


السبت، 30 يناير 2021

معرض المخطوطات بضريح سيدي محمد أبركان#اكاديمية التراث

 معرض المخطوطات بضريح سيدي محمد أبركان

تحت شعار "الثقة في الوثيقة" نظم متحف سيدي محند أبركان التابع لمنظمة أكاديمية التراث معرضا تحسيسيا بأهمية المخطوطات المغربية في تنقيح وإغناء التاريخ والتراث المغربي يومه الجمعة 29 يناير 2021 بالضريح الأثري لسيدي محمد أبركان.
وقد قدم رئيس المنظمة شروحات عن هدف المعرض وأهمية المخطوطات في البحث العلمي كما شاركت المديرية الإقليمية للمقاومة بأبركان في رواق المعرض بمخطوطات ووثائق تعود لمقاومين من أبركان وبني يزناسن وقدم السيد المدير الإقليمي شروحات تخص الموضوع.
وقد حضرت فعاليات مدنية وادبية وألقت الشاعرة نعيمة شملال قصيدة عن الحدث كما نشط المعرض شباب ومنخرطو جمعية عصافير السلام بتقديم لوحات فنية وانشادية في غاية الابداع.
يذكر أن النشاط تم بتعاون مع مديرية الشباب والرياضة ومديرية المقاومة بإقليم أبركان و جمعية عصافير السلام ويستهدف التحسيس بأهمية مشروع متحف للمدينة.كاديمية_التراث

رئيس المنظمة رفقة المدير الإقليمي للمقاومة بأبركان يقدمون شروحات عن المحتوى المعروض

؟

























 معرض


الأربعاء، 27 يناير 2021

منظمة أكاديمية التراث في جلسة عمل بمديرية الشباب والرياضة بأبركان


 

تم اليوم الاربعاء 27 يناير 2021 عقد جلسة عمل لمنظمة أكاديمية التراث مع المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة وأطر المديرية بأبركان أفضت إلى التأكيد على  تنسيق الجهود لخلق برنامج عمل مشترك لتحقيق الغايات التربوية التي يصبوا إليها الطرفان في إطار هدف تأطير العنصر البشري الشاب وتربية النشئ على القيم التي يتضمنها التراث اللامادي خصوصا المحلي منه.

وقد تقرر تسطير برنامج عمل واقعي وبناء في المدى القريب يهدف إلى مواصلة مشاريع المنظمة خصوصاً الهادفة إلى تثمين التراث اللامادي واستثماره في التربية والتعليم. عبر تطوير مشروعي المنظمة "نادي التراث" ثم الاستمرار في النسخة المقبلة من "جائزة الحكاية التراثية".

ويأتي العمل المشترك في إطار تنزيل توجيهات و روحية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تركز على تطوير العنصر البشري كراسمال لامادي لا بديل عنه لتحقيق التنمية المستدامة.

#اكاديمية_التراث

الأحد، 10 يناير 2021

تداعيات واقعة تقديم عريضة الاستقلال بالمنطقة الشرقية (أبركان و وجدة) ذ. عبد الله لحسايني- اكاديمية التراث

تداعيات واقعة تقديم عريضة الاستقلال بالمنطقة الشرقية (أبركان و وجدة)

للباحث ذ. عبد الله لحسايني

             

   

 

إن حدث 11 يناير 1944م سبقته ظروف هيأت لواقعة صياغة وتقديم الوثيقة المطالبة بالاستقلال وارسالها إلى المسؤولين والبعثات الديبلوماسية.

فقد كانت خطة المجابهة والتصادم العسكري هي الرد المناسب في بدايات الاحتلال قبل وبعد سنة 1912 عام فرض معاهدة الحماية في كل المناطق المغربية. و خلالها برزت أسماء عدة عرقلت مسيرة الاكتساح الفرنسي والاسباني للتراب المغربي.، لكن ولأن القوة تغلب الشجاعة ولأن أن قوة جيش الاحتلال الفرنسي لا تقارن تقنيا وعدديا مع قوة المقاومين فقد كان الاستسلام المؤقت للأمر الواقع عين العقل وانطلاق نوع جديد من المقاومة السياسية من الداخل هو الحل.

وهكذا تبرز مجموعة من المطالبات الحركية بتطبيق الاصلاحات الموعودة والتي بررت فرنسا اقتحامها للسيادة المغربية. وجاءت ظروف الحرب العالمية الثانية وتضعضع قوة المحتل الفرنسي بعد احتلاله من طرف الألمان لتشكل فرصة ذهبية للقفز بعيدا والتخلص من المطالب الاصلاحية الخجولة ورفع السقف عاليا سياسيا للمطالبة صراحة بجلاء المحتل رغم ما يكلفه هذا المطلب من عقوبات انتقامية تحققت فعلا بنفي قادة الحراك السياسي أواعتقالهم والتنكيل بالرموز المحلية للحراك الوطني الذين أطلقوا عملية مقاومة العرائض.

ولأن هدف المداخلة ابراز التفاعل المحلي في منطقة الشرق وبالأخص بمدينتي أبركان ووجدة في هذه الفترة، فسنتخطى عملية التعريف بالمضمون السياسي والنسق الدولي الذي واكب الحدث المدروس.

تداعيات الوثيقة في مدينتي أبركان ووجدة

كان ينقص الجانب المحلي نقطة التواصل حيث أن الأخبار والمعلومات بل وحتى التعليمات الحزبية والحركية لم تكن تصل الجموع المنتظرة لإشارة الانطلاق. اذ لم تتضح توجهات الحزب ويفهمها الوطنيون بمدينة أبركان إلا بعد احداث اعلان حزب الاستقلال للمطالبة بالاستقلال الى ان القي القبض على الامين العام لحزب الاستقلال الاستاذ احمد بلا فريج ونائبه الاستاذ محمد اليزيدي وما تبع ذلك من مظاهرات في الرباط وسلا وفاس ووجده وحينما اتضح كل شيء عقد الوطنيون اجتماعا سياسيا بدكان أحد المقاومين بدعى السيد عمرو بن الحسين وكان هذا الاجتماع يضم عمرو بن الحسين الورطاسي قدور محمد بن عبد الله الحافي محمد بن الحاج احمد اليعقوبي وشقيقه المرحوم عبد القادر .

وبعد مناقشات حول سبل التأكد من المعلومة قرروا التوجه الى القائد المنصوري الذي رغم وجوده في السلطة إلا انه كما يشهد المقاوم قدور الورطاسي كان مشهورا باتصاله مع جلالة المغفور له محمد الخامس او انه كان من اصحاب السلطان كما كانوا يطلقون عليه وعلى امثاله من قواد ذلك العهد. فكان لابد في نظرالمقاوم الورطاسي ورفاقه أن تكون له معلومات ايضاحيه لهذه الاحداث وذلك بالإضافة الى ما كان القائد المنصوري مشهورا به من الافكار التحررية. لذا قرروا زيارته للاطلاع على ما عنده من معلومات حول هذه الاحداث.

وفعل استقبلهم القائد المنصوري في منزله وتناولوا معه الموضوع - بكل لياقه وحذر- واجابهم: "ان حزب الاستقلال قد رفع مذكرات الى السلطان والاقامة العامة ومختلف القنصليات يطالب فيها بإعلان الاستقلال." وتابع "فعليكم ان تعملوا على تهدئه الخواطر حتى لا يقع اي حادث يحرج وضعيتي مع الفرنسيين ".

وبعد هذه التصريحات عقدت الجماعة اجتماعا سريا بدكان السيد عمرو المذكور دون التوصل الى تقرير عمل محدد تم ذلك يوم الثلاثاء فاتح فبراير سنه 1944.

وفي مساء ثاني فبراير عادت الجماعه الى عقد اجتماع ثالث بنفس المقر وتوالت الاجتماعات طيلة يومي الخميس والجمعة فتم تحرير عريضة مذيله بامضاءات المجتمعين مع توقيعات اخرى وسلمت عبر "شخص معروف" ليبلغها الى رجال حزب الاستقلال.

وفي صباح السبت خامس فبراير قرر المقاوم قدور الورطاسي الالتحاق بمقاومي وجدة مبيتا مشروع عمل مقاوم آخر.

يقول قدور : "أتذكر ذلك جيدا لانني حينما فارقت منزلي كنت اعتزم عملا بوجده استشهد فيه في سبيل الله والوطن فلقد كنت سمعت السيد عمرو بن الحسين يروي لي احداث كلميمه فاعتزمت على ان استشهد كما استشهد الفقيه القري."

وقد أعلم القاضي السيد العربي السعودي بأبركان بالقصد يقول :فبكى بكاء مرا ثم قال لي اذهب في سبيل الله فان الله سينصرك.

كما أعلم المقاوم عمرو ين الحسين السابق ذكره بدكانه  بما عزم عليه فقال له: اناشدك الله على ان ترجع الينا بعد استطلاع جلية الامر لنقوم بعمل هنا بابركان.

وهنا ندع قدور يحكي كيف مرت عملية وجدة المنتفضة الداعية للاستقلال / يقول :" حينما وصلت الى وجده مساء السبت الخامس فبراير 1944 اتصلت فورا وصوري بالأصدقاء السادة عبد القادر البلعوشي وشقيقه محمد و محمد المشرفي فاخبروني بكل شيء واقترح الاخوان عبد القادر البلعوشي ومحمد ان ذهب فورا الى منزلهما بحيث بحي الطوبة للاختفاء هناك الى غد الاحد الذي سنقوم فيه بمظاهرة واكون - أنا - الخطيب في المسجد الاكبر عقب صلاة الظهر على ان يقوم محمد المشرفي باتصالات مع الاخوان الذين سيشاركوننا في هذه المظاهرات. وفي الصباح قصدنا انا والاخوان البلعوشيين دكانهم قرب القسارية القديمه حيث تسمى بالسيد محمد المشرفي الذي كان دكانه ايضا مجاوروا لهما حيث اتصلنا بالسيد محمد المشرفي الذي كان دكانه ايضا مجاورا لهما وهم جميعا خياطو الجلابيب فاخبرنا بأنه اتصل ببعض الاخوان و أن اللقاء في المسجد الاعظم عقب صلاه الظهر. ثم انني خرجت من دكان الاخوين على نيه كتابه خطبه حماسيه,  ولما رجعت الى دكان الاخوين اخبراني بان الشرطه تبحث عني والتقيت في طريق مراكش بالسيد احمد بن شعو الورييمشي. فوجدت الخبر عنده واعطاني 1000 فرنك وحذرني من التجول في وجدة. وعندها قررت الذهاب الى المسجد الاعظم. ولما اتم الامام النائب السيد العتيقي البرحيلي صلاة الظهر قمت في الجمع خطيبا. ومما قلته:

" يا معشر المسلمين ان الله تعالى يقول: ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنه، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراه والانجيل والقران. ومن اوفى بعهده من الله. فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم . انكم تعلمون ان حزب الاستقلال قدم مذكرة رسمية للمطالبة بإعلان استقلال المغرب. وان الغزاة الاستعماريين قابلوا ذلك بكل انواع التنكيل. ان واجبنا اليوم ان نجاهد في سبيل الله، فإما ان ننتصر واما ان نلتحق بإخواننا الشهداء والمعتقلين , واعلموا انه لا توجد بقعة طاهرة في المغرب الا المقبرة والسجن . الى ساحة الجهاد، الى القبر.. الى السجن...

وكان لهذه الكلمات اثر عميق على النفوس فبكى كثير من المصلين بكاءا واثناء القائي هذه الكلمه حاول شيخ المدينه السيد محمد بن الحاج بن محمد بن البشير الوجدي و أحد رجال المخزن لا اذكر اسمه ان يمنعاني من اتمام الكلمه فقام السيد محمد المشرفي وقال لهما دعوا الفقير يتم خطابه اذهبا الى حال سبيلكما والا... فخرجا من المسجد فارين لا يلوي احدهما على الاخر.

وكان السيد محمد المشري قد اخبرني قبل اداء الصلاه ان المسجد محيط بالقوه الفرنسيه وحينما خرجنا من المسجد وجدنا مفتشي الشرطه واعوانهم في باب المسجد فامرونا بالذهاب معهم ونحن نردد هذا النشيد:

 فليحيا المغرب بالاستقلال ولتحيَ بلاد الحريه ..

وقد انضم الينا عدد كبير من شباب وجده وكهولهم وشيوخهم اثناء مرورنا محروسين بالقوة بسوق الغزل ثم سوق الخميس الى مكتب الشرطه واثناء هذا المرور الصاخب كانت النساء في الشارع وفوق السطوح يوالينا الهتافات باستقلال المغرب ويشفعنها بالزغاريد عندما وصلنا الى نهاية سوق الغزل خرج مفتش من الصفوف ووضع مسدسه في خصري وقال اسكت فنظرت اليه مبتسما ثم تابعت تلاوة النشيد مع اخواني على ان المفتش الشهير بيريو قال للمفتش الاخر دعه .

 وعلى مقربة من مقهى سيمو بسوق الخميس خرج شاب من الصف الشرقي يدعى السيد عماره وتقدم الينا وسط الشارع وقال: قفوا.. يحيى المغرب حرا مستقلا يحيى جلاله الملك المعظم محمد الخامس يحيى حزب الاستقلال... ثم انظم الينا ولم نكد نصل الى مكتب الشرطة حتى لم نبق الا ثمانية اخوان: قدور الورطاسي محمد البلعوشي بن يونس بن الجيلالي محمد المسريفي عبد الكريم بن الاخضر الميموني اليزني عمار الوجدي ابراهيم والقندوسي الوجديان. اذا ان الشرطه كانت تقول للمتظاهرين لقد تظاهرتم ثم عربتم عن احتجاجكم فعودوا الى منازلكم فرجعوا وكان هدف الشرطه ان تقلل ما يمكنها من المعتقلين بوجده فنجحت في ذلك ولما جمعونا في فناء بنايه الشرطه تقدم المفتش الصحراوي وسالنا:

- لماذا قمتم بهذه المظاهرة؟

 فأجبت:

- تأييدا لرجال حزب الاستقلال .

فقال:

 ولكن ما الفائدة من هذا التهريج؟

 فأجبت:

-         قلت لك انه اعراب عن التأييد .

فقال:

-         ولكن فرنسا قوية ولا يضرها هذا التهريج.

فقلت:

-         ان هدفنا ان نعلن لها عزمنا على ارجاع الاستقلال وان السكوت لا فائدة فيه بل انه دليل الرضا بالوضع .

فعلق على ذلك بقوله :

-        لكم كامل الحق في هذا فالصبي اذا لم يصرخ لا ترضعه امه وزاد قائلا نحن كذلك مسلمون ونتمنى الخير للاسلام والمسلمين ولكننا نعمل مع الادارة والله ياسي الورطاسي اننا نعمل اكثر منهم ولكننا مهضومو الحقوق لا اله الا الله والسلام الله يصبركم على هذا العذاب وهؤلاء الخنازير لا شفقه فيهم ثم انصرف كان يقول هذا وهو يلتفت يمينا وشمالا مقطب الوجه حتى لا يتهم بانه كان يؤيدني ولكنني لم اتيقن من باطنه.

 وفي المساء نقلتنا شاحنة الشرطة في سيارة الى السجن المدني بوجده حيث بتنا في ممر من ممرات السجن طاوين بدون فراش ولا غطاء وفي الصباح الحقنا بالاخوان هناك حيث كنا نعد 39 معتقلا ومساء الاثنين سابع فبراير ساقتنا الشرطه الى دار الباشا وكان عليها السيد محمد المهدي الحجيوي ولكن ترأس جلسة الحكم علينا السيد السرغيني خليفته وكان من نصيبي عامان سجنا.

اما اخواني السبعه فقد حكم عليهم بعام واحد سجنا. عدا السيد عماره الذي حكم عليه بشهرين سجنا ولما رجعنا الى السجن قيل لي في باب السجن: انت قف هنا. وبعد لحظات ساقتني الشرطة الى رئاسة الناحية فانتظرت ثم أُمرت بالدخول الى مكتب ترجمان الناحية السيد احمد البناي هناك وجدت القائد المنصوري ورئيس المراقبه سلوك المذكور ... فتدخل القائد المنصوري قائلا:  لماذا قمت بمظاهرة في وجده مع انك جئتني انت وجماعة من الناس و افهمتكم بالتزام الهدوء بعد ان زودتكم بكل المعلومات الضرورية عن الحوادث. فأجبت باختصار هذا الشيء يهمني وقد حكم علي بسجن بسنتين سجنا وانت لا دخل لك في ذلك. فعلق غاضبا: ان الله اراد ان يعاقبك وسـأعمل على ان يحكم عليك بخمس سنوات سجنا اخرى. فعقبت عليه بقول انني مستعد يتحمل اي ثمن في سبيل عقيدتي. وهنا بلغ الغضب منه عدم الاستطاعة على الكلام معي. وقال للشرطة خذوه وسيعلم عاقبه امره .وزوال الاربعاء 16 فبراير 1944 شحن جميع المعتقلين على شاحنه نقل الى محطات القطار ببني وكيل على بعد 20 كم من وجده ليبعثوا للمدن الداخلية.

إن ما فعله مقاومو الشرق  رغم بعد المسافة وما جرى لهم لمجرد من اعتقال وما لم نذكره لضيق الوقت من تضييق وتنكيل لمجرد القيام بتظاهرة بسيطة تأييدا لوثيقة سياسية تحررية يجيب عن بعض الاشكالات التي قد تطرح عن قيمة العمل النضالي الذي أسسه المقاومون بتقديم الوثيقة, وبمعنى آخر فعدم استحضار الظروف المكهربة التي خلقتها سلطات الحماية في تلك الفترة والاطباق والاجهاز على كل صوت معارض وخنق كل فكرة تحررية يبرز أهمية أن توقع على وثيقة سياسية تبدوا اليوم في غاية البداهة بينما كانت تشكل وقتها جريمة يتم بموجبها قطع الأعناق والأرزاق والنفي والتعذيب والاعتقال. هذا كله فضلا على أنها أسست لخارطة طريق المغرب المستقل الجديد، مغرب ذو سيادة وأصالة وارتباط بماضيه وعلاقة بالمجتمع الدولي والحضارة التي شارك في تحريرها بدماء أبناءه حتى وهو تحت قمقم مارد الاحتلال.

أبركان في 11-01-2021 للباحث الأستاذ عبد الله لحسايني 

تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغربي

تسجيل القفطان المغربي كعلامة دولية – أكاديمية التراث تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغر...