الآثار بالركادة، مسؤولية فرنسا في استعادة التراث
للباحث عبد الله لحسايني
تمتلك منطقة الركادة تاريخا عريقا قد يعود إلى الفترة الرومانية على الأقل، لكن وبسبب عدم التنقيب والإهمال لم تعرف المنطقة من اللقى الأثرية إلا النزر اليسير فحسب رسالة دكتوراه للباحثة نورة يحياوي بعنوان الحدود الغربية لموريتانية القيصرية، فقد تم بمنطقة عين الركادة اكتشاف "طاولة المذبح المسيحية" التي تعود للعهد المسيحي المبكر حوالي القرن الخامس للميلاد حسب ج. بوب وقد وجدت تحت الأنقاض في ضيعة المستوطن مورلو تحت طبقة من البلاط الزليج لمسافة 0.4 مترتحت الارض وعلى مسافة نصف متر تحتها تم العثور على كتلة صخرية تحتوي على آلات ومعدات القفل يرجح انتماؤها للعهد الروماني
وفي العهد الاسلامي تحتفظ ذاكرة الركادة بقصبة "قلعة" يعود بناؤها إلى عهد السلطان العلوي المولى اسماعيل حيث يذكر
المؤرخ الناصري أن السلطان امر ان تبنى على بني يزناسن قلعة من ناحية الساحل بالموضع
المعروف برقادة وذلك حوالي 1679م وذلك لغرض أمني وهو احكام ضبط هذه القبائل.
وحسب المقال أسفله
المقتطف من كتاب "عين الركادة القصبة والتأسيس" للباحث عبد الله زغلي
بتصرف، فالمستوطن مورلو قد وجد لقى أثرية بالقصبة منها نقود تاريخية وجماجم وهياكل
عظمية ، وقد قام بنقل الجماجم إلى احدى المقابر ليخلطها مع العظام الجديدة كما قام
بسرقة اللقى والنقود التاريخية التي وجدها بالقصبة وتم ترحيلها إلى المتاحف
الفرنسية.
هذا الاستهتار
بالتراث من قبل الاحتلال الفرنسي يؤكد على المسؤولية المادية والأخلاقية
لفرنسا. ويجعل من فكرة المطالبة بمساهمة الدولة الفرنسية في استرداد المعطيات
التراثية طلبا في غاية الإلحاح والاهمية.
هدم القصبة وبناء ضيعة مورلو بها
مقتطف من كتاب لـعبد الله زغلي "عين الركادة القصبة والتأسيس"
عمل المستوطن "جون
مورلو" في بداية دخوله إلى عين الركادة سنة 1919 إلى جانب
المعمر"تبنو" واختار الزاوية الشمالية الشرقية من قصبة الركادة لبناء
مسكنه.
عمد مورلو إلى هدم
أسوار القصبة ليوسع ضيعته ، وكان بداخل القصبة مساكن قديمة تعمر كلما كتب الإعمار
للقصبة من طرف عساكر السلطان أو قواد المنطقة كما كان الشأن بالنسبة لمنصور بن
عثمان في القرن 18 م والقائد المختار الكروج سنة
1885م بعدما أخرج منها أحمد بن
عمرو، كما سكنها الامير عبد القادر الجزائري سنة 1847 لشهور عدة، قبل أن يسلم نفسه
لفرنسا.

استمر الهدم لمدة
طويلة، وقد تركز في البداية على الغرف الموجودة بداخل القصبة قبل الانتقال الى
الاسوار الخارجية بعد أن بنى مورلو منزله الذي نقل اليه كميات كبيرة من أتربة
البناء الداخلي المهدم، وأسس به قاعدة له حيث ارتفع عن سطح الارض بحوالي ستين
سنتيمترا، على شكل مربع تتراوح أضلاعه بين عشرين وثلاثين مترا حتى تبقى الدار في
منأى عن أي فيضان.
سمح مورلوا لبعض
عماله بالإقامة داخل أسوار القصبة من هذه العائلات ثهواريت امبومدين زوجة علي
أبومدين رفقة زوجها وأبنائها، حيث أقاموا "كرابة" كوخ من التبن والطين ،
داخل السور الجنوبي والغربي للقصبة.
حدثني أفقير احمد
الزاوية النكاوي وهو من مواليد نهاية القرن 19 قال:"كنا نهدم السور بالفؤوس
ومورلو يأمرنا بتجميع الأتربة على جنبات القصبة وقد امضينا زمنا طويلا ولم نهد منه
سوى جزء صغير منه"
عندما فكر مورلو فيما
بعد في حفر مطامر لتخزين الحبوب، استغل حفرة كبيرة كبيرة تقع الى الغرب من سكناه
كانت مقلعا للأتربة التي استعملت في بناء أجزاء من القصبة.
كلف مورلو عماله
بتنقية الحفرة من الردم الواقع بها، حدثني أفقير محند وعلي وشريف قال :"
عندما كنا نطهر الحفرة مما ترسب فيها من أتربة وأوساخ، كنا نعثر على جماجم وعظام
آدمية، وقد طلب منا مورلو أن نجمعها في كيس ونذهب لدفنها في "سيدي
بوصبر" وكذلك كنا نفعل.." وقد حول مورلو هذه الحفرة بعد تنقيتها وتبليطها فيما بعد الى مخزن كبير للحبوب وتعرف
عند الناس بـ "أسلون أمورنو" وهو تحوير لـ Silos تزال قائمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق