الأربعاء، 7 فبراير 2018

سيدي محمد أبركان في ندوة الذكرى المائوية -د. مصطفى قيسامي - أكاديمية التراث

محاضرة حول محمد أبركان في ندوة الذكرى المائوية لمدينة بركان


تحت شعار:" أبركان : تاريخ، حضارة وهوية" نظمت كل من جمعية الليمون لموظفي عمالة إقليم أبركان،جمعية بوزيتيف، جمعية بركان للتعاون والتنمية، الذكرى المئوية للمدينة. وذلك أيام 28و29و30 غشت 2017.
 وقد عرفت المناسبة ندوات ومحاضرات حول تاريخ المدينة ومعمارها، وفي الشق التاريخي أقيمت محاضرات حول تاريخ الولي الصالح سيدي محمد ابركان دفين منطقة شراعة، وأطر إحدى هذه المحاضرات الدكتور مصطفى قيسامى الذي اعتبر الاجابة عن كيفية تشكل المدينة يمر عبر الحديث عن تاريخها فقال: "ليس بمقدوري ان ابدأ دراسة تاريخ مدينة او لم يكن بمقدوري دراسة تاريخ مدينة أبركان إلا من خلال دراسة حيثياتها المرتبطة بشكل وثيق بالموضوع مداخلتي تكتسي طابعا تاريخا وتستدعي اجابة اجوبة توضح كيفية تشكل مدينة أبركان ... أجمعت الاقلام أن تسمية مدينة أبركان نسبة ألى أبركان ولفظ أبركان بالامازيغية هي صاحب البشرة السوداء فمن هو هذه االشخصية التي ارتبطت مدينة بركان دلاليا بها. كما ذكرت هو ابو عبد الله بن الحسن بن مخلوف الراشدي دفين ضفة وادي شراعة"
وأضاف في الشق الجغرافي والهوياتي لتاريخ صاحب اسم المنطقة ما يلي :" لابد من وقفة لان الباحثين الذين تطرقوا لهذا الامر وأخص بالذكر الاستاذ عبد الله لحسايني طرح اشكالية هل ان هذه الشخصية هي تلمسانية ام مغربية . واريد من خلال اعطاء لمحة تاريخية أن اوضح من خلالها ان الامر يتعلق بما هو أكبر.
ابدأ بالراشدي نسبة إلى جبل راشد  المشهور بتلمسان وراشد حسب بن خلدون نسبة الى الاب الاول لقبيلة بني راشد البربرية التي هي بطن من زناتة ملك بنو راشد البسائط القبلية واستوطنوا جبل عمور الذي سم فيما بعد باسمهم وقد كانوا ملوكا لتلمسان لأول الإسلام .
من اين لبني راشد بالبشرة السوداء ؟ نعلم أن المنطقة – التي استوطنوا بها – هي فاصل بين الصحراء وهذه المناطق. لا غرابة ان بعض القبائل التي وفدت من جنوب الصحراء للبحث عن المراعي والبحث عن موطن الاستقرار . والدين الاسلامي كان قد دخل المغرب الاوسط فتداخل وتمازج السكان فيما بينهم لذلك لا غرابة في أن تختلط الألوان."
وركز على كون الحديث  عن تلمسان لا بد أن يأخذ في الاعتبار أن المجال يتعلق بالدولة المرينية التي ورثت عن الدولة الموحدية وأن كل هذه المناطق بما في ذلك المغرب الأقصى والأوسط والأدنى والكل كان يسمى بالغرب الإسلامي. اذن لم يكن المجال يسع الحديث عن الحدود الجغرافية الآن. و قال : نحن نعلم أن ملوك أو بعض علماء تلمسان وأذكر بالخصوص كتاب ابن مرزوق الجد الذي سماه المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن أبي الحسن المريني . هذا الشيخ العلم يكتب  كتابا يذكرمحاسن ابي الحسن المريني  وبذلك تنتفي الحدود وأن الأمر يتعلق بكتلة سياسية واحدة.

وفي معرض تعريفه بالشخصية التي ارتبطت بها مدينة أبركان أورد مجموعة من المصادر في القرن العاشر الهجري التي ذكرت أبو عبد الله محمد ابركان (سيدي محمد أبركان) هو القرن الذي عرف مجموعة من المحاولات لانقاذ التراث الاسلامي ونذكر بالخصو احمد بابا التمبكتي والمقري في نفح الطيب وابن القاضي المكناسي كل هذه الكتابات تطرقت لشخصية محمد ابركان.
وركز على المصدر الثاني اي الشريف الحسني التلمساني صاحب كتاب المنهل الاصفى في شرح ما تمس اليه الحاجة في ألفاظ الشفا . فكل المصادر التاريخية تقريبا اعتمدت على هذا المصدر . وقال : "أن هذه الشخصية ذكرت في المنهل الاصفى نقرأ من كلام العالم الحافظ ابي عبد الله محمد ابن الشيخ الشهير بالولاية والعلم والزهد أبي علي الحسن ابن مخلوف الراشدي المعروف بأبركان. هذا الفقيه هو الذي حدد حياة محمد أبركان وأعطى بعض الاشارات عن حياة هذا العلم الفذ. نقرأ أيضا في الجانب العلوي أن هذا العلم هو الذي تملك هذه الوثيقة أو الكتاب والمخطوطة عندما توفي محمد أبركان رجعت الى تلمسان وامتلكها هذا العلم الفذ الذي سيعرف بمحمد أبركان. ونقرأ في آخر المخطوطة وفي سنة 868 توفي الفقيه المحدث الحافظ الرحالة أبو عبد الله محمد ابن الحسن ابن مخلوف الراشدي. والخطان مختلفان اذن فهو الذي ذكر سنة وفاة محمد ابركان. اذن عندما امتلك هذه المخطوطة حاول ان يعطينا مجموعة من الاشارات.
سأتطرق لشيوخ محمد ابركان، لابد من ذكر الباحث الاستاذ الدكتور محمد رزقي وزوجه عندما حقق المشرع المهنأ في معرفة رجال الموطأ ونشر تحقيقهما في مجلة المذهب المالكي في سنة 2008 . وقد ذكرا ان شيوخ محمد ابركان هم
أولا ابن مرزوق ونعم نقرا هنا أن مخطوطة محمد أبركان قرأها على شيخه ابن مرزوق. ولكن عندما بحثنا عن الأعلام والشيوخ الآخرين وجدنا ان الامر يختلف.
الشخصية الثانية – حسب الاستاذ محمد رزق – هو أبو القاسم محمد بن محمد بن سراج الغرناطي ولكن في الحقيقة هذا خطأ وأنا قرأت ابو القاسم محمد البرزلي والبرزلي استوطن تونس وعندما تذكر كتب التراجم
الشخصية الثالثة:أبو عبد الله شمس الدين الغرناطي وعندما راجعت كتب التراجم وجدته استوطن دمشق وأنه محدث ولكن كيف لأبي عبد الله محمد بن مخلوف الراشدي ان يقول ابو طلحة وهنا نرى ابو عبد الله اذن الامر فيه اشكالية وقد حلت البارحة حيث أنه البساطي شارح مختصر خليل قاضي قضاة المذهب المالكي في الديار المصرية. اذن فعندما ذكر محمد ابركان بالرحالة فهو رحل الى توس والقاهرة ودمشق
هنا شيخ اخر شمس الدين الهلالي استوطن دمشق. اذن محمد ابن مخلوف الراشدي كان رحالة بالفعل هذا الوصف اكاديمي علمي بالفعل"
وفي معرض تساؤله عن سبب استيطانه بالمنطقة كشف الدكتور مصطفى قيسامي عن اطروحة خاصة للبحث والنظر في ذلك فقال أن الشخصية المدروسة ربما أراد أن يكمل دراسته العلمية في فاس لأنني قلت أن المراكز العلمية الثقافية كانت في الشرق في دمشق والقاهرة وبغداد وفي المغرب كانت تلمسان فاس وقرطبة وغرناطة وقد وافته المنية وفي اطروحة أخرى يقول الدكتور :"ربما كان الشيخ ينوي ان يؤسس كيانا مستقلا لمدرسة علم الحديث بالغرب الاسلامي ببركان . في الاندلس كانت هنالك مدرسة علم الحديث وفاس معروفة بالفقهاء والمختصين بالمذهب المالكي وهنا ستكون مدينة بركان اذا تبث هذا بالبحوث التي سنستأنفها فستكون مدينة بركان رائدة في مجال علم الحديث. وتوفي بسبب مرض الطاعون لأن هذا المرض كان منتشرا آنذاك في مناطق متعددة."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغربي

تسجيل القفطان المغربي كعلامة دولية – أكاديمية التراث تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغر...