الديانة الإيزيدية
(مراسلة من ذ. شهاب احمد لمنظمة أكاديمية التراث)
الديانة الإيزيدية هي إحدى الديانات القديمة في بلاد وادي الرافدين حيث تم اكتشاف لوح سومري من قبل أحد خبراء الآثار كتب عليها ( إزداي ) وهي تعني عند ترجمتها : السير على الطريق الصحيح والغير الملوث. وكذلك اكتشاف معبد ايزيدا في بورسيبا ( معبد الإله نابو إله الحب والجمال ) كلها مؤشرات على ان هذه الديانة قديمة بطقوسها المرتبطة بالطبيعة التي يتم ممارستها حتى يومنا هذا وترجع حسب اعتقاد هذا المكتشف إلى الألف الثالث قبل الميلاد .
حاول العديد من الكتاب لدوافع سياسية أو أهداف أخرى أو الاستناد إلى الأقوال الغير الصحيحة بحقهم إلى إلصاق التهم جزافا بهم وربطهم بيزيد بن معاوية الأموي وظهور الشيخ عدي بن مسافر أو بيزيد بن أنس الخارجي( الخوارج ) أو بالزردشتية أو عبدة الشر ووو غيرها من الاجتهادات الشخصية من قبلهم والتي هي محل خلاف حتى يومنا هذا للأسف الشديد لأن العديد منهم يكتبون بحقهم ويؤلفون قصص لا أساس لها من الصحة ,
لقد حافظت الديانة الإيزيدية على جذورها رغم كل الهجمات والإبادات التي تعرضت لها على مر التاريخ استنادا لصدور فتاوي تجيز قتلهم وسبي نساءهم وعدد الابادات كما هو موجود لدينا 74 إبادة رغم أنها ديانة غير تبشيرية تؤمن بالله الواحد الأحد حسب الأقوال الدينية والأدعية والصلوات وهذه إحدى تلك الأقوال حسب الترجمة العربية :"يارب علا شأنك، وعلا مكانك وعلا سلطانك ياربي أنت الكريم وأنت الرحيم ياربي دوماً أنت الخالق ودوماً لك يليق الحمد والثناء". وهنا أتساءل هل يمكن لقوم يشركون بالله ويعبدوا الشر أن يمدحوا الخالق بهكذا كلمات!!!
لدى الايزيديين كتابان مقدسان هما "المصحف الاسود" و "الجلوة" والتي تم تحريفها نتيجة الإبادات التي شنت عليهم, ولا تتوفر في الوقت الحالي اي نسخ اصلية للكتاب وما موجود حاليا هو علم الصدر والذي قام رجال الدين بحفظه في صدورهم ونقله عبر اجيال حتى يومنا هذا خوفا من التعرض للمضايقات والقتل.
علاقة الملك طاووس بالديانة الايزيدية:
يعتبر الملك طاووس ملك الملائكة عند الايزيديين ولديه منزلة خاصة لان نوره من نور الخالق سبحانه وتعالى وهو بعيد كل البعد عن الافعال الشريرة لأن الايزيدي يعتقد ان الله هو مصدر الخير والشر ولا وجود لاله شر فعلي لانه من المستبعد تماما في المفهوم الايزيدي وجود اله للشر يحارب من يؤمن بالخير ولهذا السبب اتجه البعض لاتهام الايزيديين على انهم يعبدون اله الشر التي لا وجود له اصلاً في معتقدات ديانتهم !
الطبقات الدينية والأعياد والمناسبات:
ينقسم الإيزيديون إلى ثلاثة طبقات دينية هم "البير" و"الشيخ" و"المريد" يمنع التزاوج بينهم ولكل طبقة واجبات ومسؤوليات خاصة بها. لدى الإيزيدية اعياد خاصة بهم أهمها عيد رأس السنة الإيزيدية في أول اربعاء من شهر نيسان حسب التقويم الشرقي والتي يسبق الميلادي بـ 13 يوم وكذلك عيد الصوم ( عيد ايزي اي الرب ) في شهر كانون الأول الحالي ثلاثة أيام( الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة تكون العيد ) وكذلك عيد مربعانية الصيف والشتاء حيث يصوم رجال الدين 40 يوم في الصيف و 40 أخرى في الشتاء وأعياد أخرى. السكن الحالي والتعداد السكاني يسكن الإيزيديون بالوقت الحالي بالدرجة الأساس داخل العراق في قضاء سنجار شمال غرب محافظة نينوى وناحية بعشيقة وعدد من المجمعات والقرى ضمن سهل نينوى وناحية بعذرا ومجمعي خانك وشاريا وديربون ضمن محافظة دهوك . كذلك يتواجد الإيزيديون في سوريا ( حلب والحسكة ) وكذلك جنوب تركيا وارمنيا وجورجيا وروسيا. يبلغ تعدادهم في العراق أقل من مليون نسمة اغلبهم نازحين في كوردستان العراق لحد الان نتيجة الهجوم على بلدتهم سنجار في آب اغسطس 2014 والتي راح ضحيتها ما يقارب من 6000 انسان بين قتل واختطاف. اللبس التقليدي والزواج لدى الايزيدي ملابس خاصة عادة تكون بيضاء لأن هذا اللون يعتبر مقدس لديهم وخاصة رجال الدين اما في مناطق أخرى الازياء تختلف من منطقة إلى أخرى نتيجة اختلاطهم بالعرب من جهة والكرد من جهة أخرى. يتزوج الإيزيدي من إيزيدية حصراً ومن طبقته الدينية ولم يتم تحديد عدد الزوجات المسموح بها في أقوالهم الدينية الأغلبية منهم متعلمين في الوقت الحالي نظرآ لتطور الحاصل في نواحي الحياة وبناء المدارس والاهتمام بها وتشجيعهم إذ أن اغلبهم سابقا كانوا في مناطق صحراوية يهتمون بالزراعة ورعاية المواشي بالدرجة الأساس وكذلك عدم وجود المدارس والوضع المادي لهذا ابتعدوا عن الدراسة حالهم حال المحيطين بهم نظرآ لأوضاع البلد أثناء الاحتلال البريطاني وبداية تأسيس الدولة العراقية 1920. تم اضافة الديانة الايزيدية الى الدستور العراقي على اعتبار انها الديانة الثالثة في العراق بعد الاسلامية و المسيحية وتم تخصيص مقعد كوتا خاص بهم في البرلمان العراقي ومقعد واحد في مجلس محافظة نينوى على اعتبار ان اكثريتهم يسكنون محافظة نينوى شمال غرب العراق.
شهاب احمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق