أصدر الباحث والكاتب عبد الله لحسايني مؤلفا جديدا بعنوان “بنو يزناسن، القصة الكاملة”.
ويعتبر هذا المؤلف، الذي يندرج ضمن سلسلة من الإصدارات التي تتناول تاريخ وتراث قبائل بني يزناسن، طبعة مزيدة ومنقحة للكتاب الذي أصدره سنة 2019 والذي يحمل نفس الإسم.
ويسلط السيد لحسايني الذي يملك في رصيده إصدارات أخرى من بينها “ياث يزناسن التراث التاريخ والأصول” (2013)، و”أبركان تحت الاستيطان” الذي صدر سنة 2016 ، في هذا المؤلف الضوء على خصوصيات قبائل بني يزناسن والدور الهام الذي اضطلعت به في تاريخ المغرب.
ويتوزع الكتاب على ثلاثة فصول يقدم الأول منها سردا عاما لملامح شخصية المكون البشري الذي استوطن الجبل منذ فترة الحضارة الإيبيروموريزية.
ويتطرق الفصل الثاني للمكون القبلي اعتمادا على أبحاث أنجزها باحثون فرنسيون حول ترتيب درجات القبائل وأصولها وانتماءاتها استنادا إلى عدد من الشهادات.
أما الفصل الأخير من الكتاب فيقدم لمحة حول الآثار المادية واللامادية التي تكتنزها منطقة بني يزناسن، والتقاليد والخصوصيات الاجتماعية للمنطقة، بالإضافة إلى التطرق لبعض الظواهر الطبيعية التي أثرت على الحياة اليومية لقبائل بني يزناسن كالموارد المائية.
ويطمح هذا الكتاب، حسب مؤلفه، إلى المساهمة في البحث وجمع المعطيات من أجل الإحاطة بتاريخ وتراث قبائل بني يزناسن وفهمه بشكل أفضل، بالإضافة إلى وضع رهن إشارة الطلبة الباحثين مجموعة من المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع الذي يستلزم المزيد من البحث.
صدرت الطبعة الثانية للدراسة التاريخية والاجتماعية التي قام بها الباحث عبد الله لحسايني حول قبائل بني يزناسن شمال شرق المغرب، وذلك بعد صدور الطبعة الأولى بدايات سنة 2019.
والكتاب الذي تم تنقيحه والإضافة إليه، محاولة للإجابة عن لغز الصمت المطبق لكتب التاريخ فيما يتعلق بقصة قبائل بني يزناسن، فـ"هو بإبرازه لجوانب من تاريخ وأدوار هذه القبيلة يكشف للقارئ أن ما كان على التاريخ أن يقوله أكبر بكثير من الإشارات العابرة المتناثرة بالمراجع التاريخية"، يقول الكاتب.
واعتبر الباحث أن قصة منطقة بني يزناسن انفتحت اليوم على أسئلة قد تُغير إجاباتها معالم التاريخ نفسه؛ أولها يحوم حول تاريخ مغارة تافوغالت التي بدأت في تغيير معطيات تاريخية حول بدايات استقرار الإنسان العاقل، والتي سبقت الاستقرار المتعارف عليه لحضارات ما بين النهرين بآلاف السنوات.
ولاستحالة الإحاطة بالقصة الشاملة، اعتبر لحسايني الأسئلة اللانهائية التي يحاول في كل إصدار الإجابة عن بعضها هي ملامح "القصة" التي يجب أن تروى عن هذه المكونات البشرية، فتساءل عن أصل هذه القبائل الأربع، وعن سر قوتها وسبب اتحادها في تسمية واحدة وانقسامها في رباعية غريبة، وعن سر وصفها بالزناتية رغم أن قبائل ريفية عديدة زناتية أيضاً، ثم تساءل عن الهوية الاجتماعية والسياسية التي طبعت تصرفات اليزناسنيين في الماضي، وقبل ذلك طرح سؤالا عن الامتداد والترابط الجيني بين ساكنة السلسلة الجبلية المدروسة عبر حقب التاريخ.
لقد اعتمد البحث للإجابة عن بعض هذه الأسئلة على مصادر ومراجع مختلفة، بعضها مواكب للحدث، كالمراسلات الرسمية التي جرت بين الزعماء وممثلي السلطة، والتي جمعها الباحث برحاب في ذاكرته، ما قد يضفي مصداقية أكبر للمعلومة رغم ندرتها، كما حاول الحياد في قراءة الأحداث والبعد عن الانحياز وتمجيد الذات الجمعية، لكنه أضاف آراءه وقراءته لبعض الظواهر الميثولوجية التي لا تنال حقها في الغالب من الإثارة، وتنبأ أحيانا بما لا يملك من معطيات، ما يجعل الكتاب مستويات من التمحيص والتدقيق، وليس مستوى واحدا. الشيء الذي يفرض تحيينه المستمر في طبعات لاحقة بعد كل مرحلة بحثية.
يشار إلى أن الكتاب ضم بذرة معجم للغة الأمازيغية "اليزناسنية" التي تعتبرها منظمة اليونسكو لغة أمّا آيلة للانقراض، وأرفقها بمعجم صغير للأسماء العائلية اليزناسنية والدواوير والأنساب.
يذكر أن هدف الكتاب توعوي تحسيسي أيضا، ويأمل خلق مرتكز علمي لمشاريع عملية محتملة تهم الجانب التربوي والفعل الجمعوي والمجتمعي التراثي.