الاثنين، 29 يونيو 2020

كنز من المعطيات يواجه المجهول ،أرشيف ثانوية أبي الخير بمدينة بركان - أكاديمية التراث

كنز من المعطيات يواجه المجهول

الأرشيف الاستعماري لثانوية أبي الخير بمدينة بركان
 
ذ. عبد الله لحسايني


قبل سنوات قليلة اكتشفت أن بإحدى الثانويات العريقة بمدينة بركان لا يزال يوجد أرشيف يعود لبدايات الفترة الاستعمارية يؤرشف معطيات عن التعليم تحت الاحتلال يمتد من سنة 1909 أو قبل ذلك حيث أن فرنسا تواجدت فعليا بالمنطقة منذ سنة 1908 أي قبل معاهدة الحماية بأربع سنوات.

هذا الكنز من المصادر التوثيقية لظاهرة التمدرس في تلك الفترة التي تزامنت مع فترة التشكل الحضري لمدينة بركان فقمت في إطار منظمة أكاديمية التراث بالتواصل مع المؤسسة الارشيفية المختصة لدراسة وتمكين الباحثين المغاربة من هذا الكنز التأريخي بشكل رسمي لكن صدمت بالبيرقراطية التي تجثم على صدور المواطنين فلايزال المسؤولون بالتعليم يناقشون فكرة قبول التواصل مع مؤسسة عمومية منذ 2018 والضحية أوراق هذا الأرشيف الذي لن ترحمه العوامل الطبيعية وستآكل أوراقه وتزوال معطياته النادرة إلى عالم النسيان.

لهذا فكرت أن أتشارك مسؤولية حماية هذا التراث مع القراء والمثقفين والمسؤولين عبر نشر دراسة مقتضبة لبعض مما تمكنت من الوصول إليه من هذا الأرشيف الذي قام أحد الأطر التربوية بتصوير بعضه.


إن ثقافة الحفاظ على الأرشيف والوثائق التاريخية خصوصا للفترات الحرجة من تاريخ البلاد هي من أبجديات مظاهر الوعي في المجتمع. ويبدو أنه من اللامعقول كتابة مقال عن أمر بديهي كهذا لولا أننا في زمن استثنائي يتساءل فيه "المثقفون" قبل غيرهم عن جدوى الاحتفاظ بأوراق "بالية" من عهد الاستعمار وأن الأولوية للمستقبل. وكأن بإمكاننا السير الناجح نحو المستقبل دون الاعتماد على قراءة واضحة للماضي.


ثانوية أبي الخير (سجل أحفوري لتاريخ المدينة) :

تعتبر ثانوية أبي الخير من "المستحاثات" التي رافقت تشكل مدينة بركان - أبركان سابقا وراقبت تحول الثقل السكاني من جبال بني يزناسن إلى سهل المدينة. هذه المؤسسة التي تحفظ كرونولوجيا تحول المجتمع ببركان من الهيمنة الفرنسية والتواجد اليهودي إلى التواجد المغربي المسلم فقط. فنجد في دراستنا لمختلف مراحل تسييرها مدا وجزرا لعدد ونوعية المغاربة الذين تسجلوا بأقسامها. فرغم أن سعتها ظلت كبيرة نوعا ما مقارنة مع المدينة الوليدة إلا أن غلبة العرق الأوربي ومعه بعض اليهود ظل السمة الغالبة في إحدى الفترات.

ويلاحظ أيضا تردد التسمية في الفترة الاوروبية بين المدرسة الأوروبية لبركان ومدرسة بركان ما قد يشي عن فترات انفتاحها على المستوطنين الغير فرنسيين وانغلاقها احيانا حسب العوامل التي ربما تكون الحرب العالمية إحدى أسبابها.

ومن هنا نجد أن دراسة بسيطة قد تكشف جبلا من المعطيات التي قد ترسم شكل المجتمع البركاني في تلك الفترة وطبيعة التوجه السياسي للإدارة التي وإن كانت تعليمية إلا أنها تتأثر بالجو السياسي السائد.

يلاحظ أيضا أن بعض المغاربة ( عكس الأغلبية الذين كانو يعرفون بأسماء آبائهم ويضاف إلى اسمهم عبارة بن أو بنت ..) كانوا يمتلكون ألقاب عائلية منذ الفترة الأولى من القرن الاستعماري، هذه الألقاب التي كانت نادرة أو منعدمة قبل منتصف القرن الواحد والعشرين قد تؤشر إلى تأثر بالثقافة الفرنسية لبعض حاملي الألقاب العائلية.


لقد بنيت المؤسسة في بدايات العهد الاستعماري لتكون مدرسة ابتدائية تعلم أبناء المستوطنين الذين وفدوا بكثافة حتى قبل توقيع الحماية. وكانت تسمى أنذاك المدرسة الأوربية لبركان Ecole européenne de Berkane على مساحة 25 آر 1 سنتيار  وكان بمحاذاتها بناية الداخلية الابتدائية تقع على مساحة 1هكتار و30 آر و98 سنتيار. تابعتان للملك الخاص للدولة.

وحسب جزء من الارشيف المتاح ففي بداية العشرينات من سنة 1921 إلى 1926 كانت البناية تضم مدرسة ابتدائية مختلطة تسمى Ecole de Berkane تحت إدارة المستوطن H. Chamayrac  وتابعة لإدارة التعليم العمومي التابع للحماية الفرنسية بالمغرب وقد سجلت 532 تلميذا مدة 5 سنوات (من فاتح غشت1921 الى 16يناير 1926 ) ثم تحول اسمها في 26 يناير 1926 الى المدرسة المختلطة لبركان Ecole Mixte de Berkane  تحت ادارة المستوطن Bertout درس بها 526 تلميذا في الفترة بين 26 يناير 1926 و27 يناير 1931.

وفي 28 يناير 1931 أصبحت تسمى المدرسة الأوروبية المختلطة لبركان ُEcole européenne mixte de Berkane وهي مدرسة ابتدائية مختلطة دائما تحت ادارة المستوطن  Bertout Gerant   درست  من 28 يناير 1931 إلى 2 أكتوبر 1936 525 تلميذا فرنسيا وبعض المغاربة ربما من اليهود كالتلميذ طبول يحيى ابن يعقوب .

ورجع اسم المدرسة من جديد الى اسم مدرسة بركان Ecole de Berkane سنة في 5اكتوبر1936 ومن هذه السنة الى 3دجنبر 1941 درس بها 525 تلميذا فرنسيا ومغربيا. إذ يلاحظ أنها بدأت تستقبل المغاربة المسلمين بوفرة حيث نجد اسماء مغربية كثيرة بالسجل.

وفي فاتح يناير سنة 1942 عاد الاسم للمرة الثانية إلى المدرسة الأوربية لبركان ُEcole européenne mixte de Berkane تحت ادارة المستوطن Mayze Paul  وتسجل بها بالفترة بين فاتح يناير 1942  و17 من اكتوبر 1947 ما مجموعه 569 تلميذا.      ونلاحظ تواجدا محتشما للعنصر المغربي بين التلاميذ.

وبدءا من 17 أكتوبر 1947 أصبحت المدرسة تابعة لـ للإدارة العامة للتعليم العمومي والفنون الجميلة والتحف التابعة للحماية الفرنسية بالمغرب وأضحت تحت ادارة كل من المدير السابق أي المستوطن Mayze Paul   و Jean Tanguy و  Pierre Bugeaud   ودرس بها طيلة الخمس سنوات التالية أي من 17 أكتوبر 1974 إلى فاتح أكتوبر 1952 ما مجموعه 609 تلميذا مع تواجد ضئيل للعنصر المغربي بين التلاميذ.

 وفي المرحلة الموالية أي بعد اكتوبر 1952 بقي المستوطن Jean Tanguy هو المدير الوحيد  للمدرسة ويلاحظ غياب ذكر التسمية في الملف ما يحيل على بقاء نفس الاسم. لكن يلاحظ تغيير في اسم الادارة التابعة لها المدرسة فأضحت تسمى ادارة التعليم العمومي وازيل باقي التسمية السابقة.

وفي هذه الفترة الخمسية أي من فاتح اكتوبر 1952 إلى 3 من اكتوبر 1955  تتداول القاب يهودية كأزولاي وزبول وقلة من المغاربة بدون لقب عائلي بل باسماء الاباء كعبد اللطيف بن احمد بن سعيد ومليكة بنت احمد ولد محمد بن سعيد. وتم تسجيل 532 تلميدا فرنسيا وأوربيا إضافة إلى القلة المغربية رغم اقتراب ارهاصات الاستقلال الذي سيكون السنة الموالية.

ولم تتوقف المدرسة عن العمل في الخمسية التي تضمنت الاستقلال فمن 3 من أكتوبر 1955 إلى فاتح اكتوبر 1959 بقي المدير السابق أي المستوطن Jean Tanguy يسير المدرسة الابتدائية المختلطة وحافظت على التسمية السابقة أي المدرسة الاوربية المختلطة لبركان ودرس بها في هذه الفترة 521 تلميدا وقد ضمت بعض الجزائريين كالتلميذة بوتشيش كميلة المزدادة بمغنية سنة 1950 وبوتشيش جليلة في 1942 بنفس المدينة الجزائرية. وبعض الاسماء المغربية من مواليد فرنسا كبنلخضر علي و بنلخضر احمد ومواليد بركان كـ مصطفى بن محمد والزياني خيرة ومغنية ومحمد بن محمد بن قدور الشركي وعبد الفتاح خديجة وصالح عبد الرحيم وغيرهم من الاسماء المغربية ذات الالقاب العائلية أو بدونها.  

وفي فترة الاستقلال نتوفر على سجل سنة 1966 نتوفر على سجل للمدرسة باسم اعدادية ابو الخير بركان Collège Abou-Lkhayr Berkane   وأضيف في التعريف انها مختلطة تحت ادارة السيد عزيز الحسين  وسجل في فترة سنة أي من فاتح اكتوبر 1966 إلى فاتح اكتوبر 1967   509 تلميذا وقد انطلق العد تراكميا من رقم 1124 ما يجعلنا نتوقع بداية الدراسة المغربية بهذه الاعدادية قبل سنتين بمعدل 500 تلميذ كل سنة أي سنة 1964 وهذا مجرد تخمين.

وفي السنة الموالية أي من فاتح اكتوبر 1967 الى غاية فاتح اكتوبر 1968 سجل 508 تلميذا وانتهى رقم التسجيل في العدد 2142 مع غياب تام للعنصر الاوربي بين التلاميذ. يذكر أن غلاف التعريفي للسجل مفقود وبالتأكيد لن يتغير اسم المدرسة في سنة واحدة ما يعني بقاء اسم الاعدادية دون تغير وبنفس الادارة.

ومن فاتح اكتوبر سنة 1968 الى 23 سبتمبر 1970  ودائما تحت ادارة نفس المدير السابق السيد عزيز الحسين تناقص عدد المسجلين في الاعدادية الى 420 تلميذا (يشار الى انه تم حذف صفة "مختلطة" من اسم الاعدادية بالسجل)

ويلاحظ أن السنة الدراسية ستبدأ انطلاقا من هذه السنة في سبتمبر بدل أكتوبر. ففي السنة الدراسية 1970/71 سجل 511 تلميذا ويبدو أن مجموعة من التلميذات سجل مصدر التحاقهم من مدرسة البنات Ecole de filles اضافة لمدارس اخرى كانت مصدرا للتلاميذ منها مدرسة أكليم ومدرسة كافيمور ومدرسة مداغ  ومدرسة سيدي بوهريةكما التحق من اعدادية احفير وتاوريرت و اعدادية ابن رشد ببركان في اطار الانتقال بين المدارس على ما يبدو. وكانت أعمار التلاميذ تتراوح بين 14 سنة  و20 وتدوم الدراسة سنتين اذ يبدو من السجل أن اغلب التلاميذ يغادرون الاعدادية بعد هذه الفترة,

وفي سنة 1971 تحولت المؤسسة من اعدادية الى ثانوية فضمت في السنتين المواليتين أي من 1971 إلى 1973 ما مجموعه 512 تلميذا ليعرف الرقم تضاؤلا منذ هذه الفترة ويستمر  في السنة الموالية 1973/1974 لما مجموعه 212 تلميذا تحت إدارة السيد بنيعيش عبد السلام.

وسنقوم في فترة لاحقة بدراسة ما تمكنا منه من وثائق دراسة تفصيلية لإبراز الجوانب الاجتماعية والسياسية والتعليمية لتأريخ هذه المدينة الصغيرة.

الجمعة، 26 يونيو 2020

الديانة الإيزيدية- مراسلة من الدكتور شهاب احمد لمنظمة أكاديمية التراث

الديانة الإيزيدية

(مراسلة من ذ. شهاب احمد لمنظمة أكاديمية التراث)

                                                          

الديانة الإيزيدية هي إحدى الديانات القديمة في بلاد وادي الرافدين حيث تم اكتشاف لوح سومري من قبل أحد خبراء الآثار كتب عليها ( إزداي ) وهي تعني عند ترجمتها : السير على الطريق الصحيح والغير الملوث. وكذلك اكتشاف معبد ايزيدا في بورسيبا ( معبد الإله نابو إله الحب والجمال ) كلها مؤشرات على ان هذه الديانة قديمة بطقوسها المرتبطة بالطبيعة التي يتم ممارستها حتى يومنا هذا وترجع حسب اعتقاد هذا المكتشف إلى الألف الثالث قبل الميلاد

فتيات إزيديات في طقوسهم الخاصة

حاول العديد من الكتاب لدوافع سياسية أو أهداف أخرى أو الاستناد إلى الأقوال الغير الصحيحة بحقهم إلى إلصاق التهم جزافا بهم وربطهم بيزيد بن معاوية الأموي وظهور الشيخ عدي بن مسافر أو بيزيد بن أنس الخارجي( الخوارج ) أو بالزردشتية أو عبدة الشر ووو غيرها من الاجتهادات الشخصية من قبلهم والتي هي محل خلاف حتى يومنا هذا للأسف الشديد لأن العديد منهم يكتبون بحقهم ويؤلفون قصص لا أساس لها من الصحة ,

لقد حافظت الديانة الإيزيدية على جذورها رغم كل الهجمات والإبادات التي تعرضت لها على مر التاريخ استنادا لصدور فتاوي تجيز قتلهم وسبي نساءهم وعدد الابادات كما هو موجود لدينا 74 إبادة رغم أنها ديانة غير تبشيرية تؤمن بالله الواحد الأحد حسب الأقوال الدينية والأدعية والصلوات وهذه إحدى تلك الأقوال حسب الترجمة العربية  :"يارب علا شأنك، وعلا مكانك وعلا سلطانك ياربي أنت الكريم وأنت الرحيم ياربي دوماً أنت الخالق ودوماً لك يليق الحمد والثناء". وهنا أتساءل هل يمكن لقوم يشركون بالله ويعبدوا الشر أن يمدحوا الخالق بهكذا كلمات!!! 

لدى الايزيديين كتابان مقدسان هما "المصحف الاسود" و "الجلوة" والتي تم تحريفها نتيجة الإبادات التي شنت عليهم, ولا تتوفر في الوقت الحالي اي نسخ اصلية للكتاب وما موجود حاليا هو علم الصدر والذي قام رجال الدين بحفظه في صدورهم ونقله عبر اجيال حتى يومنا هذا خوفا من التعرض للمضايقات والقتل. 

علاقة الملك طاووس بالديانة الايزيدية:

 يعتبر الملك طاووس ملك الملائكة عند الايزيديين ولديه منزلة خاصة لان نوره من نور الخالق سبحانه وتعالى وهو بعيد كل البعد عن الافعال الشريرة لأن الايزيدي يعتقد ان الله هو مصدر الخير والشر ولا وجود لاله شر فعلي لانه من المستبعد تماما في المفهوم الايزيدي وجود اله للشر يحارب من يؤمن بالخير ولهذا السبب اتجه البعض لاتهام الايزيديين على انهم يعبدون اله الشر التي لا وجود له اصلاً في معتقدات ديانتهم

الطبقات الدينية والأعياد والمناسبات:

 ينقسم الإيزيديون إلى ثلاثة طبقات دينية هم "البير" و"الشيخ" و"المريد" يمنع التزاوج بينهم ولكل طبقة واجبات ومسؤوليات خاصة بها. لدى الإيزيدية اعياد خاصة بهم أهمها عيد رأس السنة الإيزيدية في أول اربعاء من شهر نيسان حسب التقويم الشرقي والتي يسبق الميلادي بـ 13 يوم وكذلك عيد الصوم ( عيد ايزي اي الرب ) في شهر كانون الأول الحالي ثلاثة أيام( الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة تكون العيد ) وكذلك عيد مربعانية الصيف والشتاء حيث يصوم رجال الدين 40 يوم في الصيف و 40 أخرى في الشتاء وأعياد أخرى. السكن الحالي والتعداد السكاني يسكن الإيزيديون بالوقت الحالي بالدرجة الأساس داخل العراق في قضاء سنجار شمال غرب محافظة نينوى وناحية بعشيقة وعدد من المجمعات والقرى ضمن سهل نينوى وناحية بعذرا ومجمعي خانك وشاريا وديربون ضمن محافظة دهوك . كذلك يتواجد الإيزيديون في سوريا ( حلب والحسكة ) وكذلك جنوب تركيا وارمنيا وجورجيا وروسيا. يبلغ تعدادهم في العراق أقل من مليون نسمة اغلبهم نازحين في كوردستان العراق لحد الان نتيجة الهجوم على بلدتهم سنجار في آب اغسطس 2014 والتي راح ضحيتها ما يقارب من 6000 انسان بين قتل واختطاف. اللبس التقليدي والزواج لدى الايزيدي ملابس خاصة عادة تكون بيضاء لأن هذا اللون يعتبر مقدس لديهم وخاصة رجال الدين اما في مناطق أخرى الازياء تختلف من منطقة إلى أخرى نتيجة اختلاطهم بالعرب من جهة والكرد من جهة أخرى. يتزوج الإيزيدي من إيزيدية حصراً ومن طبقته الدينية ولم يتم تحديد عدد الزوجات المسموح بها في أقوالهم الدينية الأغلبية منهم متعلمين في الوقت الحالي نظرآ لتطور الحاصل في نواحي الحياة وبناء المدارس والاهتمام بها وتشجيعهم إذ أن اغلبهم سابقا كانوا في مناطق صحراوية يهتمون بالزراعة ورعاية المواشي بالدرجة الأساس وكذلك عدم وجود المدارس والوضع المادي لهذا ابتعدوا عن الدراسة حالهم حال المحيطين بهم نظرآ لأوضاع البلد أثناء الاحتلال البريطاني وبداية تأسيس الدولة العراقية 1920. تم اضافة الديانة الايزيدية الى الدستور العراقي على اعتبار انها الديانة الثالثة في العراق بعد الاسلامية و المسيحية وتم تخصيص مقعد كوتا خاص بهم في البرلمان العراقي ومقعد واحد في مجلس محافظة نينوى على اعتبار ان اكثريتهم يسكنون محافظة نينوى شمال غرب العراق.

  شهاب احمد


الثلاثاء، 12 مايو 2020

Le Rocher des Ath Ameur


Le Rocher des Ath Ameur[i]
Nejm-Eddine Mahla      



Il m’arrivait dans ma prime jeunesse de me promener avec mon père sur les hauteurs du mont Foughal, le plus haut sommet de la chaîne montagneuse des Béni Snassen, grande et fière tribu berbère du nord est du Maroc. Un jour, après une escalade très difficile, nous nous étions arrêtés, mon père et moi pour reprendre notre souffle. Je contemplais la beauté environnante qui fait la renommée de la région quand mon regard fut attiré par un rocher aux dimensions anormales. La taille d’un immeuble de deux étages au moins. Je commençais à cogiter, à me demander  comment il était arrivé jusqu’au pied de cette montagne. A l’époque, mes connaissances en géologie étaient presque nulles, autant dire que je n’avais trouvé aucune explication à la présence de ce mastodonte en position érectile. Mon père qui m’observait du coin de l’œil, m’interpela comme s’il lisait dans mes pensées :
-T’as-vu ce rocher  comme il est gigantesque ?!
J’acquiesçais du chef en continuant à scruter cette création de la nature.
-Tu sais, repris mon père, autour de ce bloc il y a une anecdote qui se raconte depuis la nuit des temps.
Au mot histoire, je fis volte face. J’avais mordu à l’hameçon. Je demandai à mon paternel de me la raconter. Il ne se fit guère prier. Ces randonnées et les histoires qu’il me relatait, c’était sa façon à lui de me faire connaître la terre de nos aïeux : où et comment ils vivaient, leurs exploits comme leurs déboires. Bref tout ce que devait connaître le pubère que j’étais. Et pour rien au monde je ne pouvais  manquer ces rendez-vous studieux.
« L’histoire de ce rocher est intimement liée à celle des Ath Ameur. Cette anecdote est vraie, fausse ? Nul ne le sait. Mais ce dont les anciens de la tribu étaient sûrs, et qu’on le veuille ou non, est que ce mastodonte a, des siècles durant,  façonné et la vie et le paysage des lieux où s’étaient installés les Ath Ameur.
Les Ath Ameur est l’une des petites factions de la grande et belliqueuse confédération des tribus des Béni Snassen. Sachant que jusqu’à une époque qui n’est pas si lointaine de la nôtre, la puissance d’un clan se mesurait, certes au nombre de ses guerriers mais aussi à son cheptel et aux terres fertiles qu’il possédait. Malheureusement, ce groupe n’était pas de cette catégorie-là et de ce fait, il ne pouvait prétendre à des terres fertiles et de surcroît imposer son point de vue lors des grandes réunions annuelles des différents clans et familles de la tribu mère. Et leur installation sur le flanc le plus abrupte de la montagne, et surtout le moins généreux ne faisait que confirmer cette position-là. Une immensité de pierraille qui empêchait toute culture. Quelques amandiers pelés, des oliviers deux fois  centenaires et puis… » Mon père s’arrêta comme pour créer le suspense et repris :
-La force de leurs bras ! Alors pour compenser cette malchance,  les gens de cette faction avaient trimé des années et des années durant sans se fatiguer ni perdre un iota de la verve et de la foi qui les animaient. Ainsi et entre temps, ils avaient acquis un savoir faire inégalable, pour ne pas dire qui faisait défaut à leurs cousins des autres clans. Grâce à leur labeur et au cumul des connaissances qu’ils avaient acquises, ils avaient transformé le tas de pierraille qu’ils possédaient en vergers verdoyants et bien entretenus. Ils avaient gagné leur pari, celui de faire de ces terres stériles, la poule aux œufs d’or. Et ils avaient gardé comme fruit fétiche l’amandier. Les plus succulents et les moins chers étaient et sont toujours les amandiers des Ath Ameur. Le terroir est pour quelque chose bien sûr.
Voilà pour l’histoire des Ath Ameur, venons-en à celle du rocher. Comme je l’ai déjà relatée, elle est liée à celle de la tribu. Sur le sommet de la montagne où nous nous trouvons en ce moment, il y avait une grande pierre incrustée dans le sol jusqu’à n’en faire qu’un avec lui. Elle faisait un peu partie du paysage. Et les paysans vaquaient à leurs occupations sans faire attention à elle. Mais un jour, survint l’irréparable qui allait bouleverser la vie de ces paisibles paysans mais aussi le site dans sa globalité et pour toujours. Par une journée très ensoleillées de fin d’hiver, les bourgeons des amandiers qui  avaient embelli le paysage commençaient à tomber et les Ath Ameur,  chacun retranché dans sa parcelle de terrain, travaillaient d’arrache-pied  à essarter, à défricher et à couper ce qui devait l’être,  tout guillerets à l’idée de la bonne récolte qu’ils auraient à écouler, par la grâce d’Allah,  l’été suivant. Mais les voies du Seigneur sont impénétrables car il arriva qu’un grondement se fit entendre de loin, suivit d’un éboulis de petites pierres et de terre. Tout le monde se mit à l’abri tant bien que mal. Mais que peut-on faire contre les forces de la nature ? Les pauvres fellahs l’apprirent à leur dépend et de la manière la plus tragique qui fût. La secousse, paraît-il, affaiblit l’assise du rocher. Ils le constatèrent, et de visu.  La moindre vibration et le monstre serait au pied de la montagne. La personne sensée aurait quitté les lieux sans tergiversations et à toute vitesse, mais c’était mal connaître les Ath Ameur. Au lieu, donc, de prendre la poudre d’escampette, ils s’étaient mis debout, chacun à l’orée de sa parcelle tout en levant les bras comme, comble de niaiserie, s’ils s’apprêtaient à stopper cette force de la nature. Ce gigantesque brisant. Et ce qui devait arriver arriva. Une secousse, un éboulement et le géant de dévaler à une vitesse vertigineuse. Il écrasa tout sur son passage. De cette folie suicidaire subite, il en résulta cent victimes. La centième était une veuve éplorée.
De nos jours, quand on veut taxer quelqu’un  d’ineptie et de balourdise, on lui rappelle cette histoire qui finit toujours par ce refrain proverbiale : « Ath Ameur bou tazrout, 99 lkhalq yammouthen, lakmal thmattoyt ». Autrement dit cette folie n’épargne même pas les femmes.
-Maintenant mon fils, me dit mon père, laissant de côté l’histoire du rocher et la niaiserie présumée de ces braves gens et dis-moi ce que tu penses de ce tas de pierraille que tu vois à perte de vue?
-Mais, mais je vois rien? répondis-je tout étonné.
-Je vois que tu n’as pas saisi mon allusion. Ce que nous voyons, c’est un tapis rouge orné à perte de vue. Du terrain abrupt, du tas de pierraille, ils en ont fait une vraie oasis. Des amandiers, des amandiers et encore des amandiers… Ceci est le résultat d’un labeur continu et d’un savoir faire hérité de père en fils mais aussi et surtout d’une force de caractère exemplaire. Et quand on contemple cette féerie, l’histoire du Rocher n’a pas droit de cité ici… enfin presque, ajouta-t-il avec un sourire à peine visible.
-Hein, comment ? demandai-je précipitamment en le regardant de face.
-Tu vois ces gabions là-bas ?
-Gabions ?
-Ces parapets de pierres entassées l’une sur l’autre avec  grande patience, ces frontons  qui séparent les parcelles entre elles ?! C’est peut-être la seule séquelle qui subsiste depuis cette folie subite qui avait frappé les aïeux de ces gens-là. Une rancune à l’égard de tout ce qui est pierre  et galet. Quand le paysan n’a rie à faire, il cherche les cailloux où qu’ils soient comme on débusque les perdrix et les faisans dans les bosquets et les buissons pendant la saison de la chasse.
-C’est la première fois que j’entends que la haine a quelque chose de bon, rétorquai-je triomphalement.
-Oui mais contre les pierres et non contre les hommes ! Réponse du berger à la bergère. Nous nous sommes bien reposés, ajouta-t-il, il est temps de partir. On va dévaler ce versant de la montagne direction Rislane.
-Pourquoi Rislane ? demandai-je tout étonné.
-C’est la plaque tournante de la vente des amandes pardi !    
Nejm-Eddine Mahla       


[i] -En hommage à la faction des Ath Ameur, parmi lesquels je compte beaucoup de cousins du côté de ma regrettée tante paternelle, 3amti Mannana que Dieu l’ait en sa sainte miséricorde.





الأحد، 23 فبراير 2020

بنو يزناسن القصة الكاملة في طبعة جديدة للباحث عبد الله لحسايني

صدرت مؤخرا الطبعة الثانية – المزيدة والمنقحة -  للدراسة التاريخية والاجتماعية التي قام بها الباحث ذ.عبد الله لحسايني حول قبائل بني يزناسن شمال شرق المغرب ( محيط إقليم بركان) وذلك بعد صدور الطبعة الأولى بدايات سنة 2019.
والكتاب محاولة للإجابة عن لغز الصمت المطبق لكتب التاريخ فيما يتعلق بقصة قبائل بني يزناسن. فهو بإبرازه لجوانب من تاريخ وأدوار هذه القبيلة يكشف للقارئ أن ما كان على التاريخ أن يقوله أكبر بكثير من الإشارات العابرة المتناثرة بالمراجع التاريخية.
إن قصة منطقة بني يزناسن انفتحت اليوم على أسئلة قد تُغير إجاباتها معالم التاريخ نفسه. أولها يحوم حول تاريخ مغارة تافوغالت. التي بدأت في تغيير معطيات تاريخية حول بدايات استقرار الإنسان العاقل، والتي سبقت الاستقرار المتعارف عليه لحضارات ما بين النهرين بآلاف السنوات.
ولاستحالة الإحاطة بالقصة الشاملة، اعتبر الباحث الأسئلة اللانهائية التي يحاول في كل اصدار الاجابة عن بعضها هي ملامح "القصة" التي يجب أن تروى عن هذه المكونات البشرية، فتساءل عن:
- أصل هذه القبائل الأربع، وعن سر قوتها؟ وسبب اتحادها في تسمية واحدة وانقسامها في رباعية غريبة؟ وعن سر وصفها بالزناتية رغم أن قبائل ريفية عديدة زناتية أيضاً. ثم عن الهوية الاجتماعية والسياسية التي طبعت تصرفات اليزناسنيين في الماضي؟
وقبل ذلك، طرح سؤال عن الامتداد والترابط الجيني بين ساكنة السلسلة الجبلية المدروسة عبر حقب التاريخ؟
لقد اعتمد البحث للإجابة عن بعض هذه الأسئلة على مصادر ومراجع مختلفة. بعضها مواكب للحدث، كالمراسلات الرسمية التي جرت بين الزعماء وممثلي السلطة، والتي جمعها الباحث د. برحاب في ذاكرته. ما قد يضفي مصداقية أكبر للمعلومة رغم ندرتها. كما حاول الحياد في قراءة الاحداث والبعد عن الانحياز وتمجيد الذات الجمعية. لكنه أضاف آراءه وقراءته  لبعض الظواهر الميثولوجية التي لا تنال حقها في الغالب من الإثارة، وتنبأ أحيانا بما لا يملك من معطيات. ما يجعل الكتاب مستويات من التمحيص والتدقيق، وليس مستوى واحدا. الشيء الذي يفرض تحيينه المستمر في طبعات لا حقة بعد كل مرحلة بحثية.
وقد تحدث الكاتب عن الأصول والأنساب للتجمعات القبلية لبني يزناسن  بشكل مقتضب. إذ أن درجة الصحة في موضوع الأصول نسبي لا يمكن الاطمئنان إليه حتى مع وجود الوثائق. خصوصا بالنسبة لشجرات نسب الأشراف. كما أن هجرات العوائل وتحركاتها مستمر في الزمان والمكان. لهذا قارب الموضوع بإدراج محاولتين. إحداهما معتمدة على تركيبة النقيب في الجيش الفرنسي "فوانو" الأفقية. أي أنه يضع كل الفروع المنبثقة عن البطون على قدم المساواة. وحاول تدعيمها بما اتُفق عليه في ذلك. وأضاف في جدول مستقل تقسيمة تمحورت على رؤية اللغوي "رينيزيو" التي رتبت بشكل أفضل. حيث قسم المجموعات إلى ثلاث درجات على الأقل: القبيلة، الفرع الأول ثم الفرع الثاني.
وقد فصل هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول:
فصل أول متعلق بسرد عام لملامح شخصية المكون البشري الذي استوطن الجبل منذ فترة الحضارة الإيبيروموريزية (قبل 15 آلاف سنة على الأقل) فالرومانية ثم العربية الإسلامية انتهاء بالفترة الفرنسية.
وفي فصل ثان تطرق لتعداد المكون القبلي الذي شكل مادة القبيلة. واعتمد بالأساس على المدونات القديمة التي خطت في القرنين الماضيين، وقلل من الاعتماد على الرواية الشفوية. مع دراسة مقارنة بإنتاج الباحثين الفرنسيين المذكورين أعلاه في الأنساب ليخلص إلى عمل شبه موحد بسبب بعض الاختلافات في ترتيب درجات القبائل وإلى من ينتمي كل منها عند المستكشفين. ليؤسس لعمل أشبه بمحاولة ترميم منمنمات عتيقة في مجال توثيق الانساب.
يذكر أن العمل أدرج الزوايا ضمن الأنساب القبلية. عكس ما يقوم به أغلب الباحثين، الذين يعتبرون الزاوية مكونا دينيا بحتا. فالمؤلف يرى أن الجانب الديني لا يشكل إلا جزءاً من مقومات الزاوية. وأن المحدد الأساس هو نوع العائلة وعرقها الذي لابد أن يكون من ما يسمى " الشرفا". فالزاوية قبيلة صغيرة تتكون من عمود فقري عرقي يضم عائلة من عوائل "الشرفا"، ويلتف حولهم الخدام من العوائل الفقيرة، والمريدون من طالبي الحضوة أو الوجاهة الدينية. ثم "الطلبا الذين قد يكونون من خارج المنطقة أو قد يكونون هم أيضاً منها. وبالتالي فالفارق بين الزوايا، والمحدد الأساس في تعريفها هو اسم العائلة والعرق الشريف. (الزاوية الهبرية نسبة للشيخ محمد الهبري والزاوية البوتشيشية نسبة لأبي دشيش وغيرها..) أما السند الديني الصوفي للزاوية فهو إجراء عملي يحدد اللون الإديولوجي الذي تعتنقه. فنجد عددا من الزوايا ضمن المشرب الدرقاوي أو القادري إلخ.
وفي الفصل الأخير ضم الكتاب جردا أوليا لمجموعة من الآثار المادية واللامادية التي تكتنزها المنطقة. وركز على التراث اللامادي كالحكايات التراثية واللغة اليزناسنية الأمازيغية المنقرضة، باعتبارها حاملا لهذه الآثار المعرفية اللامادية. كما ضم الفصل مجموعة من الطقوس الاجتماعية التي عرفها السلوك الشعبي العام لبني يزناسن في القرون القريبة الماضية. وتطرق إلى ظواهر وآثار طبيعية أثرت على حياتهم اليومية كالموارد المائية والعيون.
وقد جمع بعض الحكايات التراثية المتداولة محليا من أفواه كبار السن وبعض المعايشيين لهم، لكنه حاول توحيد النسخ المتضاربة لنفس الحكاية وترجم الحكايات المتداولة محليا و المدونة منها في كتب فرنسيي القرن التاسع عشر والعشرين.
يشار إلى أن الكتاب ضم بذرة معجم للغة الأمازيغية "اليزناسنية" التي تعتبرها منظمة اليونسكو لغة أم آيلة للإنقراض. وأرفقنا معجما صغيرا للأسماء العائلية اليزناسنية والدواوير والأنساب .
يذكر أن هدف الكتاب توعوي تحسيسي أيضا، ويأمل خلق مرتكز علمي لمشاريع عملية محتملة تهم الجانب التربوي والفعل الجمعوي والمجتمعي التراثي.






تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغربي

تسجيل القفطان المغربي كعلامة دولية – أكاديمية التراث تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغر...