الناظور، قرية صغيرة تمددت
- الترجمة عبد الله لحسايني
بقلم- فرانسيسكو سارو كراندياس
عن مجلة زمان عدد 17
عن مجلة زمان عدد 17
قبل أن تصبح مدينة واسعة كما هي عليه اليوم، كانت هذه المدينة الريفية عبارة عن قرية صغيرة وجميلة، لكن جمالها لم يشفع لها أو يحمها من الهجمات العسكرية الإسبانية.
لم تبدأ ملامح المدينة الحالية في التشكل إلا بعد سنة 1911.حيثُ تُظهر بعض صور تلك الحقبة بقايا قرية قديمة، اندثرت سنة 1909على مقربة من المدينة. إنها قرية الناظور القديمة التي نادرا ما تذكر إن لم نقل أنها لم تذكر نهائيا في الوثائق المؤرخة للمنطقة الشمالية للمغرب. بل إن اسم الناظور لم يُتداول إلا بعد نهاية القرن التاسع عشر. فقبل ذلك كانت قرية مزوجة أو مزوزة أو مزوشة هي القرية المتداول اسمها، رغم أن الناظور كان القرية الأهم
وفي وثائق الأرشيف الإسباني ،كانت المراجع تعتمد اسم "قبيلة مزوزة " بشكل كبير للدلالة على القرية التي تناصب العداء لمليلية . فلم يكن يهم من القرية إلا عدد مقاتليها من المشاة والفرسان ، والذين يجب على المنطقة الإسبانية أن تضبط حساباتها لمواجهتهم
وقد كانت أول وثيقة تذكر القبيلة ، وثيقة تصف منطقة كلعية في 1722 حيث ذكرت : " في جنوب مليلية ؛ وعلى مسافة ميلين ، هنالك مكانين قريبين من بعضهما البعض يسميان مزوجة و فرخانة، بساكنة تقدر ب 300 نسمة بما في ذلك القادرين على حمل السلاح و بما فيهم العشرين فارسا".ويعتبر ذلك مرجعا عاما للعدد الذي كانت عليه العوائل .ويبدو أن نواتي ساكنتيْ القريتين كانت الأكثر أهمية في القبيلة
وإلى حدود نهاية القرن التاسع عشر ، لم يكن بالإمكان العثور على أي مرجع أو وثيقة ما عدا بيانات خاصة بقدامى المحاربين وتقنياتهم في ممارسة الحرب.وقد شملت كتابات الكبيتان "ألفيار" في مذكرته التي دونها إبان إقامته بمليلية سنة 1846، شملت قبائل قلعية و ساكنتها لكن دون إشارة واضحة إلى قرية بعينها. إذ أنه كان يركز أكثر على وضعيتهم كأعداء رغم أنه وبشكل استثنائي خص بعض الفقرات لوصف أعراف وطابع الساكنة الأصلية ومنتوجات البلاد.
وفي سنة 1886،وصل المستكشف الفرنسي هنري دوفييرفيي إلى مليلية ، يرافقه الشريف الوزاني، قادمان من الجزائر . وقد مرا عبر الناظور التي سماها هو الآخر مزوجة ، وقال أن بها يقطن سيدي الحاج حدو، ويقصد دون شك الحاج حدو بن مسعود الذي وصفه بالقاضي ، والذي كان في الحقيقة قائدا لمزوجة
ووصف المستكشف الفرنسي المنظر فقال "وانطلاقا من هذه النقطة المرتفعة ، يمكننا الاستمتاع بمشهد بانورامي شامل وساحر للسبخة" ويقصد مارتشيكا التي كانت منقسمة إلى قسمين حين كان مصب بوقانة مغلقا.ولم يفتح ثانية إلا في سنة 1887
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق