الخميس، 13 يوليو 2017

بنو يزناسن في "المغرب المجهول" لموليراس

بنو يزناسن في "المغرب المجهول" لموليراس



هذه مقتطفات تتعلق ببني يزناسن ضمن ما رواه الكاتب الفرنسي مولييراس في كتابه الشهير "المغرب المجهول"في رحلاته ضمن البعثات الاستكشافية الفرنسية في القرن التاسع عشر .
وقد بوبنا الفقرات بعناوين رغم عدم وجودها في النص الأصلي، ويمكن الاستفادة من هذه المذكرات بمعرفة المعطيات الخاصة بالطبيعة ( الحيوانات البرية التي كانت تعيش بالمنطقة) والعادات ( نظرة القبيلة للمقابر) والسلطة ( القادة المهيمنين على القبيلة في فترة مرور مولييراس بالقبيلة)

-        وحيش بني يزناسن
إن بني يزناسن هم فلاحون وموربوا مواشي، وهم يحرثون أرضهم بأنفسهم ويزرعون الشعير والقمح، كما أنهم يكترون أو يمتلكون أراضي تمتد مساحتها إلى أنجاد أو تريفة، ويقودون في فصل الربيع ماشيتهم المكونة من الأغنام والماعز والجياد، وسط هذه السهول الشاسعة المعروفة بوفرة مراعيها توجد طرائد بكثرة داخل القبيلة، إذ تمرح الارانب البرية والحجل والطيور العابرة في جنة الاحلام ELDORADO، حيث لم يكن أحد يزعجها إلى عهد قريب. لكن لما رأى الأهالي بأن هذه الحيوانات تباع بشكل جيد بالجزائر بدؤوا يصطادونها ويأتون بها الى محافظتنا، حارمين بنات آوى والجرذان والثعالب وبنات عرس والعديد من الحيوانات الغيرة آكلة اللحوم والمستقرة في هذه المنطقة الجميلى من وجبتها المعتادة.
-        مقابر بني يزناسن
يتم دفن موتى بني يزناسن بشكل عام في المساجد،و هو المكان المقدس الذي يفضل على الامكنة الاخرى. وتغطى القبور الحديثة العهد أو القديمة بزرابي يجلس المؤمنون فوقها، ليلا ونهارا،للصلاة والأكل والنوم. وإذا ماطلبت منهم تفسيرا لهذه العادة الغريبة فإنهم يجيبونك قائلين: "لايوجد مجتمع أفضل من مجتمع الأموات، فمعهم ليس هناك فضول ولا خيانة ولا أي شيء يثير الخشية.إنهم اصدقاء مخلصون ولطفاء غير مزعجين" ومع ذلك ، يحدث ألا تتسع المساجد لجثامين الموتى آنذاك يكون الأهالي مضطرين لتوفير مقبرة عادة ما يكون موقعها قرب المسجد، أي تحت ظلال شجيرات التين البري المحيطة بكل المساجد.ولا تحظى القبور المحيطة بالعراء بأي احترام إذ يأتي الاهالي لقضاء حاجاتهم وسط البار دون أن يكونوا على علم بأن المكان الذي يلوثونه يتضمن قبرا ما. وهذا التدنيس الشنيع يحصل بدون وعي من أصحابه . لأن التلويث عادة يطال قبورا قديمة يرقد بها أجداد منسيون ولا توجد شواهد  تخبر الاحياء بأن هناك بنحو 3 او 4 أقدام تحت الارض يرقد جيل بأكمله إلى الأبد.
-        لخبارجية
إن أهالي بني يزناسن القريبين جدا من وجدة لم يكونوا مستقلين تماما. فقد نجحت السلطة المخزنية في أن تفرض عليهم قيادا، كانوا هم أنفسهم مراقبين من طرف اشخاص غامضين، يشار إليهم في البلد كله بلقب احتقاري وهو : "لخبارجية" (البصاصون ناقلوا الأخبار). ولن هؤلاء المخبرين العاملين بالبوليس المخزني كانوا يعتبرون بأن من مصلحتهم التعاون مع رؤساء الأهالي، فإنهم كانوا يشتركون في استنزاف الضعفاء الذين لا يستطيعون مقاومة الاستغلال. ومازال الناس يتذكرون أفعال سي بولنوار وسي المكي وسي الطاهر الكبداني. فهؤلاء البصاصين الثلاثة، المكلفون بمصلحة الاستعلامات، كانوا ممقوتين ومحتقرين ومهانين في القبيلة برمتها.
-        قياد ببني يزناسن :
كان لهذه القبيلة الشرف الذي لا تحسد عليه في التوفر على أربعة قياد وهم : علي أورباح قايد بني خالد ، ولد أكوجيل- أيوجيل (ابن اليتيم) (التسمية عربية أمازيغية) قايد بني منقوش، ولد لحبيب قايد بني عتيق ولد البشير أومسعود قايد بني وريمش. وقد تلقوا برنوس التعيين من السلطان نفسه الذي خاطبهم قائلا : " اذهبوا ولا تقلدوا سلوك أولئك الخونة الذين يشكلون وصمة عار على جبين الإيالة)
وقد ضلت المغامرة المأساوية لقايد بني يزناسن السابق ، عالقة بالأذهان على الدوام، كان يدعى ولد البشير أومسعود وقبل تعيينه قايدا، قدم هو ايضا إلى فاس وقبل الأعتاب الشريفة وأصبح مهاب الجانب في بلده حيث حظي بالشهرة بفعل ثروته وكثرة مناصريه. وقد تمكن من القضاء على القياد المناوئين له ببني يزناسن وبأنجاد. هكذا أصبح رجل سلطة بكل معنى الكلمة محاطا بثوة هائلة مستعدا للتمرد على ملكه في كل لحظة ومخربا هذه المنطقة  بفعل غزواته المتكررة، ناعتا عامل وجدة بالطفل الصغير.


----

Auguste moulieras أوجست مولييراس – المغرب المجهول- الجزء الأول –اكتشاف الريف- ترجمة عز الدين الخطابي ط2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغربي

تسجيل القفطان المغربي كعلامة دولية – أكاديمية التراث تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغر...