الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020
انتفاضة 17 غشت 1953م بأبركان وتافوغالت كمحطة أساسية للمقاومة المسلحة.
مداخلة أكاديمية التراث بندوة مندوبية المقاومة حول انتفاضة أبركان وتافوغالت.
انتفاضة 17 غشت 1953م بأبركان وتافوغالت كمحطة أساسية للمقاومة المسلحة.
ذ. عبد الله لحسايني
شكلت سنة 1953 منعطفا جذريا في تاريخ الاستعمار الفرنسي بالمغرب فقد ساهمت قرارات الفرنسيين الهادفة إلى نزع الشرعية عن الملك إلى انتقال الشعب المغربي نحو مرحلة نوعية من المحابهة ورد الفعل، وكأن المغاربة بعدما خسروا رمز سيادتهم باتوا يلعبون خطة الكل للكل وكأنهم لم يعد لهم ما يخشون خسارته كما يقول المثل الشعبي المغربي " بعد ان وقع الفاس على الراس" . هذه الظرفية الحساسة التي شملت واقعة نفي الملك محمد الخامس استفزت مشاعر المغاربة فكان الرد المنطقي هو التصعيد الشعبي وابراز القوة لادارة الحماية التي لا تفهم غير هذه اللغة. لكن مالذي يمكن فعله في ظل التطويق الخانق الذي كانت فرنسا تمارسه على أنفاس المغاربة وخصوصاً الحركيين منهم؟ .. •سلمية انتفاضة 17 غشت 1953 بأبركان وبذرة جيش التحرير: بعد تصاعد الصراع بين القصر والإقامة العامة الفرنسية تقررت الانتفاضة وحدد موعد الثورة في ربوع المغرب. وجاء الأمر منتصف الليل إلى المقاوم مَحمد معي الصفريوي الذي كان ينسق بين وجدة وأبركان عبر المقاوم إدريس الورطاسي. ولتأخر الخبر تقرر أن تقام بدل الثورة الدامية تظاهرة سلمية فقط لضيق الوقت. وانطلقت الاعتقالات وفر جل أعضاء القيادة إلى الناظور منهم الصباني بوزيان وعمارة عبد الخالق... يلاحظ أن طابع العجلة كان سيودي بكل ما تم بناؤه طيلة فترة المقاومة السياسية، فشهادات المقاومين على اختلافها تجمع أن الأمر وصل زوال الأحد 16 غشت لأبركان فكان من المستحيل تنظيم الصفوف لعمل مسلح ومنظم في اليوم الموالي. وقد ناقش المقاوم عبد الصادق بوتشيش أسباب عدم تنفيذ الأوامر الحزبية بحرفيتها فذكر في مذكراته أنه التقى بالمقاوم والمنسق محمد معي الصفراوي عضو المكتب بفرع حزب الاستقلال بأبركان لكي يبلغه بقرار مكتب الفرع بوجدة وذلك زوال الأحد 16 غشت 1953. وقد استفسره لاحقا عن سبب عدم تنفيذ الثورة، فكان رد الأخير أنه التقى بمبعوث فرع وجدة عمر الورطاسي وأكد له قرار القيام بالثورة فأخبر معّي مسؤول الفرع بأحفير إدريس لهبيل. وفي مذكراته بكتابه "ذاكرة وطني" بدا المقاوم معي وكأنه متحرجا من سلمية العمل الثوري فقال -خلاف قول عبد الصادق- أن المواطنين كانوا مسلحين وقد استفزوا جنود الاحتلال على دباباتهم ومدرعاتهم العسكرية لكن الجنود لم يتسلموا الأمر بالرد العسكري. بينما في رواية المقاوم بوتشيش أن اوامر لاحقة طلبت من السكان التخلي عن السلاح. حيث يقول ناقلا عن شاهد عيان يدعى لعروسي أنه تم التجمهر ب "لمنزل" بمسجد مولاي إدريس لكن أوامر جديدة قضت بسلمية الحراك وبالتالي ترك الأسلحة البيضاء بالمسجد. وفي الحقيقة ماكان على الجماعة التحرج من عدم تنفيذ قرار مستعجل، فالسلطة التقديرية التي مارسها أصحاب القرار الحركي المحلي بابركان كانت عين العقل. إذ على إثر الحراك وبفضل سلميته التي اعطت الوقت والمدة الكافية لتأسيس أول الخلايا التي كانت توجه من المنطقة الشمالية الى كل من أبركان ومداغ ... مهمتها تنفيذ الأعمال الفدائية والعودة سالمة لقواعدها. ومنها تكون جيش التحرير. كما أن التعبئة العامة للحشود التي ستشكل عناصر جيش التحرير تمت على مرأى ومسمع الإدارة الفرنسية حيث خرج 40 الف متضاهر وهذا نجاح لا يمكن لتظاهرة دامية أن تحققه لكون العساكر سيجبرون على التدخل وفض الجموع وبذلك لن تصل الرسالة المرجوة لكافة المواطنين كما أن السلطات الفرنسية توصلت برسالة من المشهد مفادها أن سياساتها السابقة في تدجين الساكنة وتطبيعهم مع الواقع الجديد لم تنجح وأن أي تصرف مسيء لرمز السيادة الوطنية سيؤدي لهبة وثورة جديدة ستعيد الساكنة إلى نقطة البداية بإبراز رفض وجود المحتل. . إن تجربة تجربة انتفاضة وجدة الدامية في 16 غشت نجحت في إفهام الإدارة الإستعمارية أن بالإمكان إقلاق راحتها والذهاب بعيداً بتهديد أمنها وأمن مواطنيها. فانطلقت الانتفاضة المسلحة. لكن اجتهادات سياسيي المقاومة بأبركان بعد رؤيتهم للتجربة الوجدية تميزت بتفكير وحنكة أعمق. إذ أن أعمال العنف التي تقام في يوم واحد او ايام سرعان ما تغتال في مهدها. اذ لا يمكن انكار القوة المهولة للاحتلال وتمسكه بمفاصل المجتمع عبر الترهيب الشامل . فكان لا بد من التفكير بروية وأخذ قرار متدرج. وذلك ما كان. فقد حققت الانتفاضة السلمية التي تمت في 17 من غشت في كل من أبركان وتافوغالت هدفا استراتيجيا تمثل من جهة في تحسيس عدد ضخم من المواطنين وإشعارهم بأزوف مرحلة المواجهة الشاملة - مع العلم ان الترقب كان سيد الموقف بسبب ضعف قنوات التواصل مع المدن المغربية الأخرى - ومن جهة أخرى حقق تواصلا مع السلطة المحتلة ممثلة في رئيس الدائرة. فقد راقبت فرنسا الحشد الجماهيري الطوفاني وتسلمت رسالة مفادها أن مصير امنها في يد هؤلاء. إذ لم يكن بالإمكان حشد عدد ضخم في معركة مسلحة كما أن التواصل مع المحتل لن يكون متيسرا في هذه الحالة. ورغم ان فرنسا قامت بحملات الاعتقال في صفوف الحركيين والمواطنين إلا أن رموز الحراك حافظوا على حياتهم لينطلقوا في تأسيس المرحلة الأهم ألا وهي مرحلة المواجهة العسكرية عبر خلق خلايا مسلحة بشكل منظم وعلى نار هادئة انطلاقا من المنفى في التراب المحتل اسپانياً. ومن بين الفرق العسكرية اليزناسنية التي أنشأت في تلك الفترة فرقة بني درار بقيادة المقاوم محمد بلهاشمي ميري وقد انطلقت بعملية عسكرية خلفت قتيلان. وأصبحت تضم بعد العملية ازيد من 75 مقاتل. لتواصل عملياتها العسكرية في كل من منطقة الكربوز وعين صفا وبني يسبو وسيدي موسى اضافة الى امداد جبهة التحرير الجزائري بكميات كبيرة من الاسلحة. وفرقة قبيلة لهنادزة بزعامة المقاوم عبداللاوي عبد الرحمن. وفرقة قبيلة الزعازعة بزعامة محمد بلماحي وفرق عسكرية يزناسنية أخرى بكل من بني يسبو والدويز وتانوت وولاد خليفة وكزناية وولاد برمضان ببني منݣوش.
الأحد، 6 سبتمبر 2020
ملف أرشيف ثانوية أبي الخير يواجه اللاكتراث
السبت، 5 سبتمبر 2020
عمالة أبركان تراسل منظمة اكاديمية_التراث بخصوص تعبيد طرق المنطقة الأثرية "فزوان"
الجمعة، 28 أغسطس 2020
عريضة للمطالبة بحماية الارشيف الاستعماري لمؤسسة ابو الخير بمدينة بركان
للتوقيع على العريضة
https://forms.gle/Y6XcfaqB16Tw2gJX9
الثلاثاء، 14 يوليو 2020
كيف يقاوم التراث عوامل الطمس الهوياتي. للباحث ذ. عبد الله لحسايني
إن واقعة مسجد آية صوفيا الذي تحول من متحف إلى مسجد وقد كان قبل كنيسة في عهد جوستنيان البيزنطي. يعتبر نموذجا لثقافة عدم احترام التراث الإنساني الذي كانت الدول في القرون الوسطى تمارسه بهدف الانتقام كواقعة تغيير المساجد الأندلسية إلى كنائس في فترة الطرد الذي تعرض لها المورسكيون نذكر على سبيل المثال تحويل جامع قرطبة الكبير إلى كاتدرائيّة في القرن الثامن تحت حكم فردينان الثالث القديس .
لكن من جهة أخرى هنالك بعض الاشارات التي تلفت نظر الباحث فيما يخص خطة مقاومة هذه الآثار لعوامل الطمس التي تتعرض لها والتي هي عن قصد أو دونه تستمر شيفرتها في جلباب الحضارات الجديدة في انتظار نضوج الوعي الانساني لإرجاع الهوية الأصلية للمعلمة. فما الشيفرة التي تحملها تسمية آية صوفيا؟
قبل الإجابة يفترض طرح سؤال عن سر استمرار عادة اختيار رموز أو مفاهيم أومعابد سابقة لإنشاء ديانة جديدة وفيما إن كان له علاقة بمستوى الوعي العام.
هذه العادة البائدة التي دأبت على ممارستها الحضارات السابقة بما فيها المسيحية والإسلامية بل حتى اليهودية في بعض المحطات.
بجرد سريع للتسلسل التاريخي للأديان نجد بعض الديانات اللاحقة تتقمص رموز الديانات السابقة وتصبغ عليها مفاهيمها الجديدة فاليهود مثلاً اتخذو "إيل" الإله الكنعاني مع إضافة الجمع إيلوهيم ودمروا معابد عشتار أشيرا الإلهة الأنثى ليتركوا المذكر فقط على مبانيها.
أما المسيحيون فقد بنيت كل أسسهم على بقايا المفاهيم اليهودية في العقيدة كمفهوم المسيانية لكن في فترة القوة والسياسة مع الدولة البيزنطية ورثت المسيحية كل اللاهوت الروماني (الوثني) وتحولت طقوس وأعياد الآلهة إلى أعياد مسيحية فعيد ميلاد اله الشمس "سول إنفكتوس" في الإمبراطورية الرومانية في 25 دجنبر أصبح عيد ميلاد المسيح. وهكذا..
إذن فبناء ثقافة جديدة لابد يتكئ على بقايا الثقافات السابقة واعتماد الرموز السابقة يمنح اللاحق ربحا للوقت وتماهيا مع العرف السائد ما يزيد من فرص مقبوليتها ويقلل من حدة المعارضة.
الشيفرة الخالدة التي قاومت الطمس الهوياتي بمسجد اية صوفيا.؟
من أول وهلة نجد أن تسمية مسجد بشخصية مؤنثة نادر وغير معتاد فكيف بشخصية مؤنثة وغير عربية ومجهولة؟
فما هو تاريخ هذه الشخصية "صوفيا" وما تاريخ البناية/ المسجد :
حسب موسوعة لاروس ففي سنة 325 قام قسطنطين ببناء اول كنيسة على أنقاض "معابد وثنية" . وتردف الموسوعة ان اسم الكنيسة يوناني مايدل على أصول وثنية يونانية للتسمية.
وفي ماي1453 أي في الفترة العثمانية حول محمد الثاني الكنيسة إلى مسجد وبنى من جاء خلفه منارات وإضافات اسلامية أخرى بالبناء إلى أن حولها اتاتورك لمتحف سنة 1934. ليقوم أردوغان اليوم بتحويلها لمسجد من جديد.
إن الأمر الذي يجعل البحث عن هوية هذا البناء الأثري ذو معنى تشبث كل اصحاب ديانة بانتماء البناء لهويتهم فهل البناء مسيحي أم إسلامي؟ أم أنه لا هذا ولا ذاك.
لمعرفة ذلك دعونا نرى شيفرة التسمية التي بقيت من الطمس الهوياتي المزدوج الذي تعرضت له البناية.
إن قسطنطين الذي حول دولة كاملة إلى ديانة جديدة لم يكن بوسعه محو كل شيء فالذاكرة الشعبية لا تقبل التغير المفاجئ لهذا وعملا بمنطق التدرج قام بتغيير اسم المحتفى به في عيد إله الشمس وعوضه بعيد ميلاد يسوع وترك نفس التاريخ الذي إعتاد الناس عليه. واحتفظ باسم الإلهة اليونانية صوفيا لكنه غير المحتوى أي بدل عبادة الآلهة بالصلوات المسيحية.
واستمرت هذه البصمات الرومانية في التراث العرفاني المسيحي رغم اضطهاده وبقيت التسمية الوثنية حتى بعد العصر العثماني فصار مسجد "آية صوفيا" دون الانتباه للدلالة التي يرمز إليها هذا الإسم.
صوفيا في التصوف المسيحي:
تحتفظ المذاهب الباطنية بأسرار تاريخية تؤولها إلى عقائد غامضة لكن تحليل بعضها يكشف لنا لغز التسمية.
فالعرفان المسيحي أي الغنوصية وهو مذهب باطني شديد الباطنية ومرفوض من قبل الكنيسة يحمل في طياته بذورا تكشف كيف أن ديانة آلهة الرومان شكلت عمودا فقريا للديانة القسطنطينية اي مسيحية القرن الثالث.
فالنظرة الباطنية تستمد شرعيتها من أناجيل سابقة مرفوضة من الكنيسة الرسمية وتعتبرها أبوكريفا أي منحولة ربما بهدف القطع مع كل ما يربط المسيحية بمكوناتها التراثية اي الرومانية.
فإنجيل يهوذا وإنجيل المجدلية مليئان بالتصور الغنوصي للذات الإلهية اليسوعية. هذا التصور الذي يمتح من اديان مثنوية أخرى كانت سائدة في العالم المسيحي كالمانوية.
وشاهد حديثنا هو الدور المحوري الذي تلعبه إلهة الحكمة "صوفيا" في المشهد الميثولوجي الغنوصي .
فاذا كان الفلاسفة اليونان كانوا يسمون : محبي او عرفاء إلهة الحكمة صوفيا Philosophia . فإن صوفيا حسب الميثولوجيا الغنوصية هي: النابعة من السكون قد ولدت الذكورة والأنوثة اللذان شكلا عناصر عالمنا المادي.
أما العنصر الأنثوي فقد ولد كلا من الإله "يهوة" إله اليهود والمسيحيين وولد " إيل دابوث" إبن الظلمات. وحين تم خلق البشر وقعت صوفيا في حبهم. الشيء الذي ولد غيرة في قلب الإله يهوة وإله الظلمات فحاولا إبقائهم - أي البشر- في الجهل لذا منع الإله يهوة وأخوه البشر من اكل تفاحة المعرفة (كما في التوراة). ما حدا بالإلهة الأم صوفيا أن تنزل للأرض على شكل أفعى لتخبر البشر كيف يعصون الآلهة الحقودة.
لقد كانت صوفيا تنوي العيش بين الإنسان لكنها صدمت بكون البشر لا يعرفونها رغم حديثها المتكرر إليهم. ويؤمن بعض الغنوصيين المسيحيين أن صوفيا تجسدت في يسوع لكي تتحد مع البشر الذين وقعت في عشقهم.
وحسب دراسة لمخطوطات نجع حمادي التي تركها فرقة من المسيحيين بالبحر الأحمر الشهيرة فإن صوفيا دائما ما يبرز لها دور في خراب العالم وقيامته من جديد. فحسب هذه الرؤية الميثولوجية فقد نبع الملكوت من الآب المتعالي. وهو -اي الملكوت- مشكل من عدة هيئات آخرها صوفيا التي ببعدها عنه -دائما الملكوت- أصبحت أمًّا لخالق الكون المادي وهو "يهوه" إله اليهود في التوراة.
كما أن الرمز الذي تأخذه هذه الإلهة هو رمز الحمامة وهو نفسه رمز الروح القدس أي الله المقابل ليسوع والآب والذي ظل غامضا للتفسير وكأنه شخصية مفروضة فرضا في الرواية كأي موظف شبح. وقد استمر الجدال حول ماهية الروح القدس إلى اللاهوت الإسلامي حيث يذكر القران الكريم سؤال للنبي ص عن الروح : "يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي" أي أنه ليس إله بل يتنزل بأمر الله .
وفي التراث المسيحي تعتبر مريم المجدلية رمزا لصوفيا الساقطة ومريم العذراء رمزا لصوفيا السماوية.
أن الشخصية المتافيزيقية المدروسة صوفيا والتي يحمل المسجد الحالي اسمها ليست نكرة منسية في تراث غابر بل من أهم الأساطير البدائية التي ابتدعها الإنسان في محطات إيمانه الوثني لهذا رافقته وبشدة في محطات إيمانه التوحيدي.
لهذا نخلص وبوضوح إلى تحديد علمي لهوية البناية الوثنية الرومانية لهذه البناية الأثرية هذه الهوية التي بقيت مأرشفة في شيفرة التسمية كما يحفظ الحمض النووي هويات الكائنات الحية.
الإهمال يحفظ مدينة الزهراء الإسبانية الأثرية من الطمس الهوياتي:
وإدراجها كمثال في هذا المقال مع مثال بناية آية صوفيا لأن الجامع بينهما أن التسمية العربية خلدت رغم العداء الشديد الذي طال كل ماينتمي للثقافة الاسلامية او العربية للمورسكيين. والسر في المحافظة عليها وعلى تسميتها أنها بعد تخريبها بقيت في طي النسيان ولم تر النور من جديد إلا في القرن الماضي وقد قامت الدولة الإسبانية بطلب تسجيلها كتراث عالمي سنة 2018 محتفظة على نفس التسمية أي "المدينة الخليفية لمدينة الزهراء"
عبد الله لحسايني
- Joël Robert : Sophia ou la Mère Divine
(Revue Question De. No 53. Juillet-Août-Septembre 1983)
اليونسكو تدعو إلى الحفاظ على القيمة العالمية للتراث العالمي بخصوص بناية "آية صوفيا"
تأسف المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بشدة للقرار الذي اتخذته السلطات التركية من دون إجراء حوار مسبق، بتغيير وضع "آيا صوفيا"، وقد أعلمت السفير التركي لدى اليونسكو، مساء اليوم، بقلقها البالغ حيال هذا الموضوع.
وتمثل "آيا صوفيا" جزءاً من مدينة "اسطنبول التاريخية"، وهي مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي كمتحف، وصرحت السيدة أزولاي بهذا الشأن قائلة: "إنّ "آيا صوفيا" هي تحفة معمارية وشاهد فريد على التفاعل ما بين أوروبا وآسيا على مر القرون، ويعكس وضعها كمتحف الطبيعة العالمية لتراثها، ويجعلها رمزاً هاماً للحوار".
ويثير القرار الذي أُعلن عنه اليوم مسألة تأثير تغيير الوضع في القيمة العالمية لهذا التراث الثقافي، وبناءً على ذلك، يجب أن تحرص الدولة التي توجد ممتلكات التراث الثقافي على أراضيها، على عدم إدخال أي تعديل عليها من شأنه الإضرار بقيمتها العالمية الاستثنائية، ويقتضي إدخال أي تعديل من هذا النوع، قيام الدولة المعنية بإخطار اليونسكو مسبقاً بالموضوع، وبعدها تقوم لجنة لتراث العالمي بالنظر فيه، عند الاقتضاء.
وتذكّر اليونسكو أنّ مشاركة المجتمعات المحلية وغيرها من الأطراف المعنية بالممتلكات الثقافية، مشاركة فعلية ومنصفة وشاملة للجميع، هي شرط أساسي للحفاظ على هذه الممتلكات، ولإبراز فرادتها وقيمتها؛ ويفيد هذا الشرط في حماية القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي ونقلها، وهو جزء أصيل من روح اتفاقية التراث العالمي. ويفيد هذا الشرط في حماية القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي ونقلها، وهو جزء أصيل من روح اتفاقية التراث العالمي.
وقد أُبلغت الجمهورية التركية بهذه الشواغل عبر عدة رسائل، كما أُبلغ بها مساء البارحة ممثل الوفد التركي لدى اليونسكو؛ ومن المؤسف اتخاذ هذا القرار من دون إجراء أي حوار أو إخطار مسبق. وتدعو اليونسكو السلطات التركية إلى استهلال هذا الحوار دونما تأخير، بغية تجنب أي تراجع للقيمة العالمية لهذا التراث الاستثنائي، الذي ستقيّم لجنة التراث العالمي حالة صونه في أثناء انعقاد دورتها المقبلة.
وأشار مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة، إرنستو أوتوني راميريز، إلى أنّه "من الضروري تجنب اتخاذ أي تدبير تنفيذي لم يناقَش مسبقاً مع اليونسكو، وقد يؤثر في عملية الدخول إلى المبنى وفي هيكليته وفي أثاثه وأسلوب إدارته"، فقد يشكّل اتخاذ مثل هذه التدابير انتهاكاً للقواعد التي وضعتها اتفاقية التراث العالمي لعام 1972.
https://ar.unesco.org/news/ay-swfy-lywnskw-tsf-bshd-llqrr-ldhy-tkhdhth-lsltt-ltrky-mn-dwn-jr-hwr-msbq-wtdw-lhfz-lqym-llmy?fbclid=IwAR0PwbtyP2egOqIKrWv9GAuz-P0mwBM4ZXeBrZwZ91cAt7otAY9YozRItd8
تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغربي
تسجيل القفطان المغربي كعلامة دولية – أكاديمية التراث تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغر...

-
سالف لونجا ( حكاية شعبية) جمع وتحقيق الباحث عبد الله لحسايني بين أيديكم صياغة للحكاية التراثية الأمازيغية المنتشرة بالشمال الإفريقي...
-
شهادة تقدير شهادة تقدير نحن، منظمة أكاديمية التراث ، نتقدم بأسمى آيات ا...