السبت، 22 يوليو 2017

سونا_ومحفزات إحياء التراث الشعبي-أكاديمية التراث

سونا_ومحفزات إحياء التراث الشعبي
للباحث :عبد الله لحسايني

عسونة في كرنفال بوجدة- صورة عبر الانترت
يعتبر الفن الشعبي الممارس من قبل العامة من أسس خلق اللحمة والتواصل بين مكونات المجتمع ، وغيابه يعتبر مؤشرا على القطيعة والتفكك وبالتالي هبوط الثقافة الجماعية.
ومن البديهي ملاحظة توافر هذا الفن في القرى والبوادي ونقصه في الحواضر على اعتبار أن القرية عكس الحاضرة والمدينة تتميز بتقارب ساكنتها وتعايشهم في إطار جماعي. ما  يشكل حاضنا يجعل هذه الاشكال الفنية الجماعية تنتعش وتتطور.

لكن الملاحظ اليوم ندرة أو غياب الفن الشعبي حتى في البوادي،  فبمنطقة بني يزناسن في مدينة أبركان كما في القرى والبوادي المجاورة(من أكليم إلى الركادة) اندثرت الاحتفاليات الشعبية لصالح الاحتفالات الرسمية أو الجمعوية التي لا تعبر كثيرا عن المتداول التقليدي للساكنة. وفي المقابل تنصلت التجمعات البدوية والقبلية عن القيام بدور ايصال الثقافة الشعبية عبر الاجيال وأبدت لااكتراثا مقلقا.

إن النزوع نحو اللاكثرات سببته عوامل مختلفة، لكن السبب الرئيس هو الفاصل اللغوي الذي تم خلقه بين الأجيال، حيث اختزنت الثقافة والعقلية والفن التقليدي في اللغة الامازيغية اليزناسنية التي احتفظ بها جيل الكبار وانطلق جيل الصغار مع الدارجة المعربة بفعل عوامل التعريب المختلفة - منها ما يعود للحقبة الفرنسية – جيلان منفصلان لغويا شكلا سببا كافيا لعدم انسياب وتوارث الفن الشعبي إلا ما فرض نفسه عن طريق الغناء الشعبي كالركادة ولعلاوي والراي.

ومن بين هذه الفنون الشعبية نحاول اليوم دراسة المسرحية الشعبية "سونة" التي قد تماثل في مناطق اخرى بالمغرب ببوجلود أو بو ايلماون الذي هو ترجمة لكلمة بوجلود أو العكس. والهدف اكتشاف البواعث التي كانت تخلق تحفيزا للساكنة آنذاك على التشبث بها وبغيرها من الفنون الشعبية.

سونا:
هو فن مسرحي شعبي يقوم على الارتجال ويسمى أحيانا بوهيضور واسم امازيغي يعني"صاحب الجلد"، لأن الممثلين الذين يقدمون هذه الفرجة يلبسون جلود ما يذبح في عيد الاضحى من ماعز أو أكباش، ويتزينون بأصداف الحلزون، ثم يضعون على رؤوسهم أطباقا أو أواني حديدية قديمة يضربون عليها من حين لآخر بعصيهم التي يرقصون بها. كما يرتدي بعضهم الألبسة المثيرة، ويضعون على وجوههم لحى مزيفة. وقد يضع أحدهم – اليهودي – عصابة على إحدى عينيه.
وتقام سونا خاصة بمناسبة عيد الاضحى. ولقد كانت في القديم تدوم أسبوعا كاملا ، غير أنه بعد استقلال المغرب أصبحت لا تدوم غير ثلاثة أيام لتختفي اليوم بشكل كامل.[1]

طريقة اللعبة:
بعد الظهر مباشرة من يوم عيد الأضحى، يبدأ الحفل بالصخب والتهريج والرقص... وتتكون الفرقة من ستة أو سبعة اشخاص يمثلون "اليهودي" ، و "با شيخ" و"عزونة" ومرافقيهم. ويصحب الفرقة عازفون على المزمار ومن يضرب على البندير. ولا تبدأ الفرجة إلا بعدما ترخص لها السلطات المحلية بذلك، آنذاك يبدؤون بالتجوال عبر الشوارع والمداشر والاحياء.
ونظرا لشعبية هذه الظاهرة المسرحية فقد كانت تحضى بجمهور عريض، مما اضطرت السلطات إلى حضرها خاصة بعد هزيمة حزيران 1967، وإن كانت بعض الفرق ظلت تزاولها خفية في بعض القرى من المنطقة الشرقية. ويعود سبب توقيفها فيما نرى إلى العامل السياسي ، ذلك أن سونا شكل مسرحي يعتمد على تقليد اليهود في أزيائهم وحركاتهم ولغتهم وأعمالهم، لذلك نراهم يلبسون الثياب الرثة ويقومون بأحقر الأعمال.
ومما يؤكد ارتباط فرجة سونا بتقليد الاعمال الحقيرة التي يقوم بها اليهود، الاعتقاد السائد عند الفئات الشعبية الذي يفيد أن الشخص الذي يمارس هذه الظاهرة يصير يهوديا لمدة أربعين يوما من يوم بداية الحفل. أما إذا مات خلال هذه الفترة فإنه يعامل كما تعامل أموات اليهود. ولعل شخصية هذا الشكل المسرحي التراثي تساهم هي الأخرى في تأكيد هذه الحقيقة. "فبا شيخ" هو رئيس الفرقة ، ويتميز عن أعضاء هذه الأخيرة بلباسه الخاص المتمثل في جلد كبش مع لحية وشارب طويل من صوف. أما اليهودي فيضع أحقر الثياب مع كسكاس فوق رأسه، ويلصق بمؤخرته ذنب حمار أو خروف دليلا على حقارته. أما "عزونة" ، فهي زوجة باشيخ، ويختار أوسم شخص في المجموعة ليقوم بهذا الدور، حيث يرتدي لباس المرأة.

مضمون المسرحية، 
تدور أحداث المسرحية بين كل هذه الشخصيات السابقة. فاليهودي يخطف عزونة زوجة باشيخ. ويأتي هذا الاخير مع جماعته لاسترداد المرأة، غير أن اليهودي يخدع الجماعة بمكره للدفاع عن عزونة، وهكذا يدور الصراع حول من يأخذها.
ومن بين نصوص هذه المسرحية هذا المقطع الذي تردده الجماعة مع رقصات فولكلورية وتشخيص معبر:
مجموعة باشيخ : سونا بغات الكديد  والعيد مازال بعيد
                    سونا بغات الكديد  واعطيوها يــاودي
                    لهودي خطف عزونة  خلاها مرهونـــة
مجموعة ليهودي : يا شيخ البشوش(الضاحك)  وعزونة فالعطوش(الهودج)
                    خطفنا عروس الدوار  بلعراك معا لكبار
مجموعة باشيخ : لهودي خطف عزونة وعبا من لعروسة
                    حتى نجيبو لفلوس  مكمسة فلكموسة
الجماعة         : سونا بغات الكديد  والعيد مازال بعيد

وبما أن اليهودي يطلب مالا مقابل ارجاع عزونة، فإن باشيخ يلجأ الى المارة من الجمهور ويدق الابواب لجمع المال. وبالفعل فإنهم كانوا يجمعون أموالا كثيرة . وقد كان رئيس فرقة سونا في المغرب الشرقي – وهو أكبر وأقدم شخص مارس هذه الفرجة يسمى "الرودان محمد"- .[1]


حوافز نجاح المسرحية الشعبية:

إن الحافز الإجتماعي الأساس الذي يجعل من اللعبة أمرا مسليا هو ذلك التناقض بين الأنا والآخر، وأفضلية الأنا. ويكمن التشويق الذي يمتع الجمهور في كيفية تحرير عسونة أو عزونة (أعتقد أن أصل الإسم Asouna نقيض Souna بإضافة حرف A) العروس وهي ترمز للعرض الذي لا يمكن أن يمسه الآخر الحقير. 

هذا الموقف يستغله باشيخ في جمع المال لدفع الفدية لاسترجاع الأفضلية الاجتماعية للأنا الجماعية.

إن لمسرحية سونة الشعبية تجليات سياسية واجتماعية، تتلخص في كيفية جمع باشيخ للمال بغية استرجاع الهيبة الجماعية وهو ما يعتبر اساسا لحكم القبيلة، حيث تتشكل المجتمعات البدوية حسب نظرية ابن خلدون على العصبية حيث يتوحد الناس حول شخص يمثلم شتركا لهم، ومنه تتشكل النواة الأولى للقبيلة ويقوم بجمع الضرائب لتحقيق المطلب المشترك.
إن العصبية الخلدونية والتي تؤسس على النسب تؤسس أيضا على كل مشترك تتلخص فيه الهوية الجماعية. ففي حالة المجتمع المغربي آنذاك، كان الدين يشكل هوية وليس فكرا. فأصبح بإمكانه تعويض النسب الدموي، وبالتالي العصبية الدينية أضحت تحدد هوية الأنا هو "المسلم" و"الآخر" و هو اليهودي الذي كان يشكل في فترات سابقة عنصرا لنقيضا لايستغنى عنه في المجتمع المغربي قبل أن يندثر فعله اليوم مع الهجرة اليهودية لإسرائيل.

إن المحفز الذي أدى لاستمرارية هذا التراث الفني أصبح اليوم في ظروف مجتمعية وفكرية مناقضة. فلم يعد اليهودي في العقل الجمعي يشكل العنصر المشارك للوطن والمنافس الذي يحضى بقبول لكن يوصم بصفات قدحية بغية الحفاظ على الغرور الجمعي والتفوق للأغلبية المسلمة. مع التأكيد على أن النظرة نفسها نجدها لدى العنصر اليهودي تجاه المسلم. لكن بفعل تغيير الظروف الدولية لشكل التركيبة السكانية بالمغرب، وانمحاء العنصر اليهودي في الشرق المغربي أو اختفائه من الظهور بالعلن، أصبح النقيض وحيدا ويحتاج لخصم جديد ما أخلى اللعبة من متعة المنافسة.

استعادة المحفزات:
إن سعي الانسان من أجل الكمال والسمو يعترضه دائما مواجهة التحدي.هذا الأخير يعتبر عنصرا مشوقا في الحياة، لكنه عنصر أساسي في مسرحية سونا التي فقدت أهم عنصر تشويقي. فكيف يمكن اعادة إحيائها وضمان نجاحها واستمرارها؟
إن ظهور "سونة" في كرنفالات في بعض المناطق الشرقية كوجدة مؤخرا لا يعتبر مؤشرا على استعادة هذه الظاهرة الاحتفالية التراثية ، ما لم يتم الارتكاز على اعادة احياء المحفزات. فالإجابة عن تحدي هوية الخصم وهوية الأنا أمر حاسم في نجاح أو فشل عملية اعادة الاحياء، ويمكن اقتراح خصوم على غرار خصوم الوحدة الترابية، أو خصوم الحضارة والتقدم العلمي، وتصويرهم في شكل سلبي متفق عليه ومتداول ، يمكن ذكر "داعش" على سبيل المثال، أو غيرها من التسميات السلبية التي لا تسبب الخصومة معها حرجا اجتماعيا.

إن هذه الغِـيلان الحديثة التي تخطف "عزونة" التي ترمز هي الأمل في التقدم وحماية الوحدة والوطن. وتكون مساهمة المتفرجين مرتبطة بحصول تقدم ما يشاهده المتفرج إما عبر كسر الأغلال شيئا فشيئا عن عزونة أو ما يماثله من تحرر.

إن المقترح الأخير قد يحتاج لمقترحات إبداعية جديدة تقوم بتحديث لهوية الشخوص العتيقة وتجديد للتحديات وفق مايقتضيه العصر.أملا في بعث الروح من جديد للتراث المحلي وتجديد وظيفته كباعث للفرجة والمتعة وعامل من عوامل تقويم الذوق والسلوك العام والثقافة المجتمعية.



[1]  الاحتفالية والتراث في المسرح المغربي ، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في الادب العربي للدكتور مصطفى الرمضاني

الأربعاء، 19 يوليو 2017

وعدات آث يزناسن2017-أكاديمية التراث

الوعدة تسمية قديمة للوليمة السنوية التي يقوم بها بالتشارك أهل فخذة أو بطن أو عائلة ما ، هدفها جمع شمل العائلة أو القبيلة وضمان التزاور فيما بينهم. 
تقام الوعدات في الغالب في العطلة الصيفية حتى يتمكن الجميع من الحضور.
وإليكم أغلب تواريخ الوعدات التي ستقام في آث يزناسن لسنة 2017:




وعدة القبيلة
التاريخ
سيدي سليمان بويغرومن-ماسين بني محيو-بني وريمش
27-juil
اولاد اسعيد العرعار
27-juil
ولاد حدود-بسيدي مسعود
02-août
أولاد سيدي موسى- معبورة
03-août
ياث أو فسير
03-août
أونوت
04-août
بني وال
04-août
أكدال -بني واكلان
06-août
تينيسان
06-août
ولاد تميم
06-août
تغاسروت  تيزي او زمور
و إزعريين واث عمر ببني وريمش 
10-août
ولاد داود -رسلان
11-août
آث يعقوب تفوغالت
11-août
الزاوية الهبرية
 22-juil
ولاد عبد الله بنعزة
12-août
اولاد فرجي -لبصارة
بني بويعلى
13 août

وﻻد جابر
20août

الأحد، 16 يوليو 2017

الآثار بالركادة، مسؤولية فرنسا في استعادة التراث

الآثار بالركادة، مسؤولية فرنسا في استعادة التراث
للباحث عبد الله لحسايني
تمتلك منطقة الركادة تاريخا عريقا قد يعود إلى الفترة الرومانية على الأقل، لكن وبسبب عدم التنقيب والإهمال لم تعرف المنطقة من اللقى الأثرية إلا النزر اليسير فحسب رسالة دكتوراه للباحثة نورة يحياوي بعنوان الحدود الغربية لموريتانية القيصرية، فقد تم بمنطقة عين الركادة اكتشاف "طاولة المذبح المسيحية" التي تعود للعهد المسيحي المبكر حوالي القرن الخامس للميلاد حسب ج. بوب وقد وجدت تحت الأنقاض في ضيعة المستوطن مورلو تحت طبقة من البلاط الزليج لمسافة 0.4 مترتحت الارض وعلى مسافة نصف متر تحتها تم العثور على كتلة صخرية تحتوي على آلات ومعدات القفل يرجح انتماؤها للعهد الروماني 
وفي العهد الاسلامي تحتفظ ذاكرة الركادة بقصبة "قلعة" يعود بناؤها إلى عهد السلطان العلوي المولى اسماعيل حيث يذكر المؤرخ الناصري أن السلطان امر ان تبنى على بني يزناسن قلعة من ناحية الساحل بالموضع المعروف برقادة وذلك حوالي 1679م وذلك لغرض أمني وهو احكام ضبط هذه القبائل.
وحسب المقال أسفله المقتطف من كتاب "عين الركادة القصبة والتأسيس" للباحث عبد الله زغلي بتصرف، فالمستوطن مورلو قد وجد لقى أثرية بالقصبة منها نقود تاريخية وجماجم وهياكل عظمية ، وقد قام بنقل الجماجم إلى احدى المقابر ليخلطها مع العظام الجديدة كما قام بسرقة اللقى والنقود التاريخية التي وجدها بالقصبة وتم ترحيلها إلى المتاحف الفرنسية.
هذا الاستهتار بالتراث من قبل الاحتلال الفرنسي يؤكد على المسؤولية المادية والأخلاقية لفرنسا. ويجعل من فكرة المطالبة بمساهمة الدولة الفرنسية في استرداد المعطيات التراثية طلبا في غاية الإلحاح والاهمية.


هدم القصبة وبناء ضيعة مورلو بها 
مقتطف من كتاب لـعبد الله زغلي "عين الركادة القصبة والتأسيس"


عمل المستوطن "جون مورلو" في بداية دخوله إلى عين الركادة سنة 1919 إلى جانب المعمر"تبنو" واختار الزاوية الشمالية الشرقية من قصبة الركادة لبناء مسكنه.
عمد مورلو إلى هدم أسوار القصبة ليوسع ضيعته ، وكان بداخل القصبة مساكن قديمة تعمر كلما كتب الإعمار للقصبة من طرف عساكر السلطان أو قواد المنطقة كما كان الشأن بالنسبة لمنصور بن عثمان في القرن 18 م والقائد المختار الكروج سنة  1885م بعدما  أخرج منها أحمد بن عمرو، كما سكنها الامير عبد القادر الجزائري سنة 1847 لشهور عدة، قبل أن يسلم نفسه لفرنسا.
وظفت سواعد أبناء المنطقة لهدم هذه الأسوار والمساكن بداية من منتصف العقد الثالث من القرن العشرين وما تلاه . حدثني افقير محند وعلي وشريف وهو من مطقة خلاد بدوار اينتور من مواليد أواخر القرن 19 قال: "كنا نعمل عند مورلو ونهدم البيوت الموجودة داخل القبة وبها زليج كثير مختلف الاشكال والالوان، كنا نحطه على الارض ونحاول تصفيفه وضمه الى بعضه البعض، فلا يستقيم لنا ذلك نظرا لوجود أسنان به مختلفة الاشكال وكان مورلو يجمع العديد منه ويحمله إلى فرنسا كما حمل قطعا تشبه النقود عثرنا عليها أثناء الهدم"
استمر الهدم لمدة طويلة، وقد تركز في البداية على الغرف الموجودة بداخل القصبة قبل الانتقال الى الاسوار الخارجية بعد أن بنى مورلو منزله الذي نقل اليه كميات كبيرة من أتربة البناء الداخلي المهدم، وأسس به قاعدة له حيث ارتفع عن سطح الارض بحوالي ستين سنتيمترا، على شكل مربع تتراوح أضلاعه بين عشرين وثلاثين مترا حتى تبقى الدار في منأى عن أي فيضان.
سمح مورلوا لبعض عماله بالإقامة داخل أسوار القصبة من هذه العائلات ثهواريت امبومدين زوجة علي أبومدين رفقة زوجها وأبنائها، حيث أقاموا "كرابة" كوخ من التبن والطين ، داخل السور الجنوبي والغربي للقصبة.
حدثني أفقير احمد الزاوية النكاوي وهو من مواليد نهاية القرن 19 قال:"كنا نهدم السور بالفؤوس ومورلو يأمرنا بتجميع الأتربة على جنبات القصبة وقد امضينا زمنا طويلا ولم نهد منه سوى جزء صغير منه"
عندما فكر مورلو فيما بعد في حفر مطامر لتخزين الحبوب، استغل حفرة كبيرة كبيرة تقع الى الغرب من سكناه كانت مقلعا للأتربة التي استعملت في بناء أجزاء من القصبة.
كلف مورلو عماله بتنقية الحفرة من الردم الواقع بها، حدثني أفقير محند وعلي وشريف قال :" عندما كنا نطهر الحفرة مما ترسب فيها من أتربة وأوساخ، كنا نعثر على جماجم وعظام آدمية، وقد طلب منا مورلو أن نجمعها في كيس ونذهب لدفنها في "سيدي بوصبر" وكذلك كنا نفعل.." وقد حول مورلو هذه الحفرة بعد تنقيتها  وتبليطها فيما بعد الى مخزن كبير للحبوب وتعرف عند الناس بـ "أسلون أمورنو" وهو تحوير لـ Silos تزال قائمة

تافوغالت ببرنامج أمودو التراثي



تتضمن الحلقة لقطات لمغارتي الحمام والجمل ولأطلال مبان قديمة تقع بمنطقة تافوغالت وتعرض أهم الإنجازات والإكتشافات التي تمت بالمغارتين (الحمام والجمل ) ومجموعة من مآثر يعود بعضها إلى عهود سحيقة.
الحلقة دعوة للدارسين المهتمين لتكثيف الجهود والقيام بمزيد من البحث والتنقيب داخل المغارتين وبالمنطقة كلها للكشف عن الحقائق التي تخفيها هذه الآثار والكهوف.






منذ غابر الأزمان، شكلت سلسلة بني يزناسن منطقة جذب للانسان، فقد استهوته طبيعتها الخلابة وآوته كهوفها العميقة وروته مياهها المتدفقة وأشبعت نَهمه خيراتها الوفيرة
ربوع لا تزال بعض مآثرها قائمة تشهد عن تاريخها الحافل بالأحداث وتنم أغراسها وغاباتها عن الخصب وكثرة النبات، ويبوح صفاء أرجاءها عما تعج به من أحياء وكائنات، لكنها ليست فقط مواقع تاريخية تذكر بما مضى من أحداث وذكريات، ولا وسطا طبيعيا تنمو به الكثير من الأعشاب والنباتات ، بل مرتع لعيش العديد من الحيوانات، صارع الجميع ويصارع من أجل الحفاظ عليها و ابقاءها من أغلى الكنوز و الثروات.






تافوغالت...
بلدة رغم تصنيفها من بين أهم المنتجعات الجبلية الطبيعية، رغم خضرتها والهدوء الذي يلفها، لا تزال تغلي فوارة من فرط ما شهدته من أحدات تاريخية، وما زالت الذاكرة المغربية تذكرالدورالذي لعبه اليزناسنيون أهلها في تاريخ المقاومة ضد الاستعمار، ليبقى عبق التاريخ المشوب بعبير زهراللوزوالخزامى والزعرور عنوانا للمنطقة، شداها واريج فجاجها.

. ..



الخميس، 13 يوليو 2017

بنو يزناسن في "المغرب المجهول" لموليراس

بنو يزناسن في "المغرب المجهول" لموليراس



هذه مقتطفات تتعلق ببني يزناسن ضمن ما رواه الكاتب الفرنسي مولييراس في كتابه الشهير "المغرب المجهول"في رحلاته ضمن البعثات الاستكشافية الفرنسية في القرن التاسع عشر .
وقد بوبنا الفقرات بعناوين رغم عدم وجودها في النص الأصلي، ويمكن الاستفادة من هذه المذكرات بمعرفة المعطيات الخاصة بالطبيعة ( الحيوانات البرية التي كانت تعيش بالمنطقة) والعادات ( نظرة القبيلة للمقابر) والسلطة ( القادة المهيمنين على القبيلة في فترة مرور مولييراس بالقبيلة)

-        وحيش بني يزناسن
إن بني يزناسن هم فلاحون وموربوا مواشي، وهم يحرثون أرضهم بأنفسهم ويزرعون الشعير والقمح، كما أنهم يكترون أو يمتلكون أراضي تمتد مساحتها إلى أنجاد أو تريفة، ويقودون في فصل الربيع ماشيتهم المكونة من الأغنام والماعز والجياد، وسط هذه السهول الشاسعة المعروفة بوفرة مراعيها توجد طرائد بكثرة داخل القبيلة، إذ تمرح الارانب البرية والحجل والطيور العابرة في جنة الاحلام ELDORADO، حيث لم يكن أحد يزعجها إلى عهد قريب. لكن لما رأى الأهالي بأن هذه الحيوانات تباع بشكل جيد بالجزائر بدؤوا يصطادونها ويأتون بها الى محافظتنا، حارمين بنات آوى والجرذان والثعالب وبنات عرس والعديد من الحيوانات الغيرة آكلة اللحوم والمستقرة في هذه المنطقة الجميلى من وجبتها المعتادة.
-        مقابر بني يزناسن
يتم دفن موتى بني يزناسن بشكل عام في المساجد،و هو المكان المقدس الذي يفضل على الامكنة الاخرى. وتغطى القبور الحديثة العهد أو القديمة بزرابي يجلس المؤمنون فوقها، ليلا ونهارا،للصلاة والأكل والنوم. وإذا ماطلبت منهم تفسيرا لهذه العادة الغريبة فإنهم يجيبونك قائلين: "لايوجد مجتمع أفضل من مجتمع الأموات، فمعهم ليس هناك فضول ولا خيانة ولا أي شيء يثير الخشية.إنهم اصدقاء مخلصون ولطفاء غير مزعجين" ومع ذلك ، يحدث ألا تتسع المساجد لجثامين الموتى آنذاك يكون الأهالي مضطرين لتوفير مقبرة عادة ما يكون موقعها قرب المسجد، أي تحت ظلال شجيرات التين البري المحيطة بكل المساجد.ولا تحظى القبور المحيطة بالعراء بأي احترام إذ يأتي الاهالي لقضاء حاجاتهم وسط البار دون أن يكونوا على علم بأن المكان الذي يلوثونه يتضمن قبرا ما. وهذا التدنيس الشنيع يحصل بدون وعي من أصحابه . لأن التلويث عادة يطال قبورا قديمة يرقد بها أجداد منسيون ولا توجد شواهد  تخبر الاحياء بأن هناك بنحو 3 او 4 أقدام تحت الارض يرقد جيل بأكمله إلى الأبد.
-        لخبارجية
إن أهالي بني يزناسن القريبين جدا من وجدة لم يكونوا مستقلين تماما. فقد نجحت السلطة المخزنية في أن تفرض عليهم قيادا، كانوا هم أنفسهم مراقبين من طرف اشخاص غامضين، يشار إليهم في البلد كله بلقب احتقاري وهو : "لخبارجية" (البصاصون ناقلوا الأخبار). ولن هؤلاء المخبرين العاملين بالبوليس المخزني كانوا يعتبرون بأن من مصلحتهم التعاون مع رؤساء الأهالي، فإنهم كانوا يشتركون في استنزاف الضعفاء الذين لا يستطيعون مقاومة الاستغلال. ومازال الناس يتذكرون أفعال سي بولنوار وسي المكي وسي الطاهر الكبداني. فهؤلاء البصاصين الثلاثة، المكلفون بمصلحة الاستعلامات، كانوا ممقوتين ومحتقرين ومهانين في القبيلة برمتها.
-        قياد ببني يزناسن :
كان لهذه القبيلة الشرف الذي لا تحسد عليه في التوفر على أربعة قياد وهم : علي أورباح قايد بني خالد ، ولد أكوجيل- أيوجيل (ابن اليتيم) (التسمية عربية أمازيغية) قايد بني منقوش، ولد لحبيب قايد بني عتيق ولد البشير أومسعود قايد بني وريمش. وقد تلقوا برنوس التعيين من السلطان نفسه الذي خاطبهم قائلا : " اذهبوا ولا تقلدوا سلوك أولئك الخونة الذين يشكلون وصمة عار على جبين الإيالة)
وقد ضلت المغامرة المأساوية لقايد بني يزناسن السابق ، عالقة بالأذهان على الدوام، كان يدعى ولد البشير أومسعود وقبل تعيينه قايدا، قدم هو ايضا إلى فاس وقبل الأعتاب الشريفة وأصبح مهاب الجانب في بلده حيث حظي بالشهرة بفعل ثروته وكثرة مناصريه. وقد تمكن من القضاء على القياد المناوئين له ببني يزناسن وبأنجاد. هكذا أصبح رجل سلطة بكل معنى الكلمة محاطا بثوة هائلة مستعدا للتمرد على ملكه في كل لحظة ومخربا هذه المنطقة  بفعل غزواته المتكررة، ناعتا عامل وجدة بالطفل الصغير.


----

Auguste moulieras أوجست مولييراس – المغرب المجهول- الجزء الأول –اكتشاف الريف- ترجمة عز الدين الخطابي ط2007

الثلاثاء، 4 يوليو 2017

الناظور، قرية صغيرة تمددت - ترجمة عبد الله لحسايني

الناظور، قرية صغيرة تمددت 
- الترجمة عبد الله لحسايني 
  بقلم- فرانسيسكو سارو كراندياس
عن مجلة زمان عدد 17

 قبل أن تصبح مدينة واسعة كما هي عليه اليوم، كانت هذه المدينة الريفية عبارة عن قرية صغيرة وجميلة، لكن جمالها لم يشفع لها أو يحمها من الهجمات العسكرية الإسبانية.   
لم تبدأ ملامح المدينة الحالية في التشكل إلا بعد سنة 1911.حيثُ تُظهر بعض صور تلك الحقبة بقايا قرية قديمة، اندثرت سنة 1909على مقربة من المدينة. إنها قرية الناظور القديمة التي نادرا ما تذكر إن لم نقل أنها لم تذكر نهائيا في الوثائق المؤرخة للمنطقة الشمالية للمغرب. بل إن اسم الناظور لم يُتداول إلا بعد نهاية القرن التاسع عشر. فقبل ذلك كانت قرية مزوجة أو مزوزة أو مزوشة هي القرية المتداول اسمها، رغم أن الناظور كان القرية الأهم 
وفي وثائق الأرشيف الإسباني ،كانت المراجع تعتمد اسم "قبيلة مزوزة " بشكل كبير للدلالة على القرية التي تناصب العداء لمليلية . فلم يكن يهم من القرية إلا عدد مقاتليها من المشاة والفرسان ، والذين يجب على المنطقة الإسبانية أن تضبط حساباتها لمواجهتهم 
وقد كانت أول وثيقة تذكر القبيلة ، وثيقة تصف منطقة كلعية في 1722 حيث ذكرت : " في جنوب مليلية ؛ وعلى مسافة ميلين ، هنالك مكانين قريبين من بعضهما البعض يسميان مزوجة و فرخانة، بساكنة تقدر ب 300 نسمة بما في ذلك القادرين على حمل السلاح و بما فيهم العشرين فارسا".ويعتبر ذلك مرجعا عاما للعدد الذي كانت عليه العوائل .ويبدو أن نواتي ساكنتيْ القريتين كانت الأكثر أهمية في القبيلة 
وإلى حدود نهاية القرن التاسع عشر ، لم يكن بالإمكان العثور على  أي مرجع أو وثيقة ما عدا بيانات خاصة بقدامى المحاربين وتقنياتهم في ممارسة الحرب.وقد شملت كتابات الكبيتان "ألفيار" في مذكرته التي دونها إبان إقامته بمليلية سنة 1846، شملت قبائل قلعية و ساكنتها لكن دون إشارة واضحة إلى قرية بعينها. إذ أنه كان يركز أكثر على وضعيتهم كأعداء رغم  أنه وبشكل استثنائي خص بعض الفقرات لوصف أعراف  وطابع الساكنة الأصلية ومنتوجات البلاد. 
وفي سنة 1886،وصل المستكشف الفرنسي هنري دوفييرفيي إلى مليلية ، يرافقه الشريف الوزاني، قادمان من الجزائر . وقد مرا عبر الناظور التي سماها هو الآخر مزوجة ، وقال أن بها يقطن سيدي الحاج حدو، ويقصد دون شك الحاج حدو بن مسعود الذي وصفه بالقاضي ، والذي كان في الحقيقة قائدا لمزوجة 
  
ووصف المستكشف الفرنسي المنظر فقال "وانطلاقا من هذه النقطة المرتفعة ، يمكننا الاستمتاع بمشهد بانورامي شامل وساحر للسبخة" ويقصد مارتشيكا التي كانت منقسمة إلى قسمين حين  كان مصب بوقانة مغلقا.ولم يفتح ثانية إلا في سنة 1887 

منظمة أكاديمية التراث تشارك في تخليد الذكرى 72 لانتفاضة 17 غشت 1953 بتافوغالت

  منظمة أكاديمية التراث تشارك في تخليد الذكرى 72 لانتفاضة 17 غشت 1953 بتافوغالت أبركان، 16 غشت 2025 بدعوة كريمة من النيابة الإقليمية للمند...