الأربعاء، 19 يوليو 2017

وعدات آث يزناسن2017-أكاديمية التراث

الوعدة تسمية قديمة للوليمة السنوية التي يقوم بها بالتشارك أهل فخذة أو بطن أو عائلة ما ، هدفها جمع شمل العائلة أو القبيلة وضمان التزاور فيما بينهم. 
تقام الوعدات في الغالب في العطلة الصيفية حتى يتمكن الجميع من الحضور.
وإليكم أغلب تواريخ الوعدات التي ستقام في آث يزناسن لسنة 2017:




وعدة القبيلة
التاريخ
سيدي سليمان بويغرومن-ماسين بني محيو-بني وريمش
27-juil
اولاد اسعيد العرعار
27-juil
ولاد حدود-بسيدي مسعود
02-août
أولاد سيدي موسى- معبورة
03-août
ياث أو فسير
03-août
أونوت
04-août
بني وال
04-août
أكدال -بني واكلان
06-août
تينيسان
06-août
ولاد تميم
06-août
تغاسروت  تيزي او زمور
و إزعريين واث عمر ببني وريمش 
10-août
ولاد داود -رسلان
11-août
آث يعقوب تفوغالت
11-août
الزاوية الهبرية
 22-juil
ولاد عبد الله بنعزة
12-août
اولاد فرجي -لبصارة
بني بويعلى
13 août

وﻻد جابر
20août

الأحد، 16 يوليو 2017

الآثار بالركادة، مسؤولية فرنسا في استعادة التراث

الآثار بالركادة، مسؤولية فرنسا في استعادة التراث
للباحث عبد الله لحسايني
تمتلك منطقة الركادة تاريخا عريقا قد يعود إلى الفترة الرومانية على الأقل، لكن وبسبب عدم التنقيب والإهمال لم تعرف المنطقة من اللقى الأثرية إلا النزر اليسير فحسب رسالة دكتوراه للباحثة نورة يحياوي بعنوان الحدود الغربية لموريتانية القيصرية، فقد تم بمنطقة عين الركادة اكتشاف "طاولة المذبح المسيحية" التي تعود للعهد المسيحي المبكر حوالي القرن الخامس للميلاد حسب ج. بوب وقد وجدت تحت الأنقاض في ضيعة المستوطن مورلو تحت طبقة من البلاط الزليج لمسافة 0.4 مترتحت الارض وعلى مسافة نصف متر تحتها تم العثور على كتلة صخرية تحتوي على آلات ومعدات القفل يرجح انتماؤها للعهد الروماني 
وفي العهد الاسلامي تحتفظ ذاكرة الركادة بقصبة "قلعة" يعود بناؤها إلى عهد السلطان العلوي المولى اسماعيل حيث يذكر المؤرخ الناصري أن السلطان امر ان تبنى على بني يزناسن قلعة من ناحية الساحل بالموضع المعروف برقادة وذلك حوالي 1679م وذلك لغرض أمني وهو احكام ضبط هذه القبائل.
وحسب المقال أسفله المقتطف من كتاب "عين الركادة القصبة والتأسيس" للباحث عبد الله زغلي بتصرف، فالمستوطن مورلو قد وجد لقى أثرية بالقصبة منها نقود تاريخية وجماجم وهياكل عظمية ، وقد قام بنقل الجماجم إلى احدى المقابر ليخلطها مع العظام الجديدة كما قام بسرقة اللقى والنقود التاريخية التي وجدها بالقصبة وتم ترحيلها إلى المتاحف الفرنسية.
هذا الاستهتار بالتراث من قبل الاحتلال الفرنسي يؤكد على المسؤولية المادية والأخلاقية لفرنسا. ويجعل من فكرة المطالبة بمساهمة الدولة الفرنسية في استرداد المعطيات التراثية طلبا في غاية الإلحاح والاهمية.


هدم القصبة وبناء ضيعة مورلو بها 
مقتطف من كتاب لـعبد الله زغلي "عين الركادة القصبة والتأسيس"


عمل المستوطن "جون مورلو" في بداية دخوله إلى عين الركادة سنة 1919 إلى جانب المعمر"تبنو" واختار الزاوية الشمالية الشرقية من قصبة الركادة لبناء مسكنه.
عمد مورلو إلى هدم أسوار القصبة ليوسع ضيعته ، وكان بداخل القصبة مساكن قديمة تعمر كلما كتب الإعمار للقصبة من طرف عساكر السلطان أو قواد المنطقة كما كان الشأن بالنسبة لمنصور بن عثمان في القرن 18 م والقائد المختار الكروج سنة  1885م بعدما  أخرج منها أحمد بن عمرو، كما سكنها الامير عبد القادر الجزائري سنة 1847 لشهور عدة، قبل أن يسلم نفسه لفرنسا.
وظفت سواعد أبناء المنطقة لهدم هذه الأسوار والمساكن بداية من منتصف العقد الثالث من القرن العشرين وما تلاه . حدثني افقير محند وعلي وشريف وهو من مطقة خلاد بدوار اينتور من مواليد أواخر القرن 19 قال: "كنا نعمل عند مورلو ونهدم البيوت الموجودة داخل القبة وبها زليج كثير مختلف الاشكال والالوان، كنا نحطه على الارض ونحاول تصفيفه وضمه الى بعضه البعض، فلا يستقيم لنا ذلك نظرا لوجود أسنان به مختلفة الاشكال وكان مورلو يجمع العديد منه ويحمله إلى فرنسا كما حمل قطعا تشبه النقود عثرنا عليها أثناء الهدم"
استمر الهدم لمدة طويلة، وقد تركز في البداية على الغرف الموجودة بداخل القصبة قبل الانتقال الى الاسوار الخارجية بعد أن بنى مورلو منزله الذي نقل اليه كميات كبيرة من أتربة البناء الداخلي المهدم، وأسس به قاعدة له حيث ارتفع عن سطح الارض بحوالي ستين سنتيمترا، على شكل مربع تتراوح أضلاعه بين عشرين وثلاثين مترا حتى تبقى الدار في منأى عن أي فيضان.
سمح مورلوا لبعض عماله بالإقامة داخل أسوار القصبة من هذه العائلات ثهواريت امبومدين زوجة علي أبومدين رفقة زوجها وأبنائها، حيث أقاموا "كرابة" كوخ من التبن والطين ، داخل السور الجنوبي والغربي للقصبة.
حدثني أفقير احمد الزاوية النكاوي وهو من مواليد نهاية القرن 19 قال:"كنا نهدم السور بالفؤوس ومورلو يأمرنا بتجميع الأتربة على جنبات القصبة وقد امضينا زمنا طويلا ولم نهد منه سوى جزء صغير منه"
عندما فكر مورلو فيما بعد في حفر مطامر لتخزين الحبوب، استغل حفرة كبيرة كبيرة تقع الى الغرب من سكناه كانت مقلعا للأتربة التي استعملت في بناء أجزاء من القصبة.
كلف مورلو عماله بتنقية الحفرة من الردم الواقع بها، حدثني أفقير محند وعلي وشريف قال :" عندما كنا نطهر الحفرة مما ترسب فيها من أتربة وأوساخ، كنا نعثر على جماجم وعظام آدمية، وقد طلب منا مورلو أن نجمعها في كيس ونذهب لدفنها في "سيدي بوصبر" وكذلك كنا نفعل.." وقد حول مورلو هذه الحفرة بعد تنقيتها  وتبليطها فيما بعد الى مخزن كبير للحبوب وتعرف عند الناس بـ "أسلون أمورنو" وهو تحوير لـ Silos تزال قائمة

تافوغالت ببرنامج أمودو التراثي



تتضمن الحلقة لقطات لمغارتي الحمام والجمل ولأطلال مبان قديمة تقع بمنطقة تافوغالت وتعرض أهم الإنجازات والإكتشافات التي تمت بالمغارتين (الحمام والجمل ) ومجموعة من مآثر يعود بعضها إلى عهود سحيقة.
الحلقة دعوة للدارسين المهتمين لتكثيف الجهود والقيام بمزيد من البحث والتنقيب داخل المغارتين وبالمنطقة كلها للكشف عن الحقائق التي تخفيها هذه الآثار والكهوف.






منذ غابر الأزمان، شكلت سلسلة بني يزناسن منطقة جذب للانسان، فقد استهوته طبيعتها الخلابة وآوته كهوفها العميقة وروته مياهها المتدفقة وأشبعت نَهمه خيراتها الوفيرة
ربوع لا تزال بعض مآثرها قائمة تشهد عن تاريخها الحافل بالأحداث وتنم أغراسها وغاباتها عن الخصب وكثرة النبات، ويبوح صفاء أرجاءها عما تعج به من أحياء وكائنات، لكنها ليست فقط مواقع تاريخية تذكر بما مضى من أحداث وذكريات، ولا وسطا طبيعيا تنمو به الكثير من الأعشاب والنباتات ، بل مرتع لعيش العديد من الحيوانات، صارع الجميع ويصارع من أجل الحفاظ عليها و ابقاءها من أغلى الكنوز و الثروات.






تافوغالت...
بلدة رغم تصنيفها من بين أهم المنتجعات الجبلية الطبيعية، رغم خضرتها والهدوء الذي يلفها، لا تزال تغلي فوارة من فرط ما شهدته من أحدات تاريخية، وما زالت الذاكرة المغربية تذكرالدورالذي لعبه اليزناسنيون أهلها في تاريخ المقاومة ضد الاستعمار، ليبقى عبق التاريخ المشوب بعبير زهراللوزوالخزامى والزعرور عنوانا للمنطقة، شداها واريج فجاجها.

. ..



الخميس، 13 يوليو 2017

بنو يزناسن في "المغرب المجهول" لموليراس

بنو يزناسن في "المغرب المجهول" لموليراس



هذه مقتطفات تتعلق ببني يزناسن ضمن ما رواه الكاتب الفرنسي مولييراس في كتابه الشهير "المغرب المجهول"في رحلاته ضمن البعثات الاستكشافية الفرنسية في القرن التاسع عشر .
وقد بوبنا الفقرات بعناوين رغم عدم وجودها في النص الأصلي، ويمكن الاستفادة من هذه المذكرات بمعرفة المعطيات الخاصة بالطبيعة ( الحيوانات البرية التي كانت تعيش بالمنطقة) والعادات ( نظرة القبيلة للمقابر) والسلطة ( القادة المهيمنين على القبيلة في فترة مرور مولييراس بالقبيلة)

-        وحيش بني يزناسن
إن بني يزناسن هم فلاحون وموربوا مواشي، وهم يحرثون أرضهم بأنفسهم ويزرعون الشعير والقمح، كما أنهم يكترون أو يمتلكون أراضي تمتد مساحتها إلى أنجاد أو تريفة، ويقودون في فصل الربيع ماشيتهم المكونة من الأغنام والماعز والجياد، وسط هذه السهول الشاسعة المعروفة بوفرة مراعيها توجد طرائد بكثرة داخل القبيلة، إذ تمرح الارانب البرية والحجل والطيور العابرة في جنة الاحلام ELDORADO، حيث لم يكن أحد يزعجها إلى عهد قريب. لكن لما رأى الأهالي بأن هذه الحيوانات تباع بشكل جيد بالجزائر بدؤوا يصطادونها ويأتون بها الى محافظتنا، حارمين بنات آوى والجرذان والثعالب وبنات عرس والعديد من الحيوانات الغيرة آكلة اللحوم والمستقرة في هذه المنطقة الجميلى من وجبتها المعتادة.
-        مقابر بني يزناسن
يتم دفن موتى بني يزناسن بشكل عام في المساجد،و هو المكان المقدس الذي يفضل على الامكنة الاخرى. وتغطى القبور الحديثة العهد أو القديمة بزرابي يجلس المؤمنون فوقها، ليلا ونهارا،للصلاة والأكل والنوم. وإذا ماطلبت منهم تفسيرا لهذه العادة الغريبة فإنهم يجيبونك قائلين: "لايوجد مجتمع أفضل من مجتمع الأموات، فمعهم ليس هناك فضول ولا خيانة ولا أي شيء يثير الخشية.إنهم اصدقاء مخلصون ولطفاء غير مزعجين" ومع ذلك ، يحدث ألا تتسع المساجد لجثامين الموتى آنذاك يكون الأهالي مضطرين لتوفير مقبرة عادة ما يكون موقعها قرب المسجد، أي تحت ظلال شجيرات التين البري المحيطة بكل المساجد.ولا تحظى القبور المحيطة بالعراء بأي احترام إذ يأتي الاهالي لقضاء حاجاتهم وسط البار دون أن يكونوا على علم بأن المكان الذي يلوثونه يتضمن قبرا ما. وهذا التدنيس الشنيع يحصل بدون وعي من أصحابه . لأن التلويث عادة يطال قبورا قديمة يرقد بها أجداد منسيون ولا توجد شواهد  تخبر الاحياء بأن هناك بنحو 3 او 4 أقدام تحت الارض يرقد جيل بأكمله إلى الأبد.
-        لخبارجية
إن أهالي بني يزناسن القريبين جدا من وجدة لم يكونوا مستقلين تماما. فقد نجحت السلطة المخزنية في أن تفرض عليهم قيادا، كانوا هم أنفسهم مراقبين من طرف اشخاص غامضين، يشار إليهم في البلد كله بلقب احتقاري وهو : "لخبارجية" (البصاصون ناقلوا الأخبار). ولن هؤلاء المخبرين العاملين بالبوليس المخزني كانوا يعتبرون بأن من مصلحتهم التعاون مع رؤساء الأهالي، فإنهم كانوا يشتركون في استنزاف الضعفاء الذين لا يستطيعون مقاومة الاستغلال. ومازال الناس يتذكرون أفعال سي بولنوار وسي المكي وسي الطاهر الكبداني. فهؤلاء البصاصين الثلاثة، المكلفون بمصلحة الاستعلامات، كانوا ممقوتين ومحتقرين ومهانين في القبيلة برمتها.
-        قياد ببني يزناسن :
كان لهذه القبيلة الشرف الذي لا تحسد عليه في التوفر على أربعة قياد وهم : علي أورباح قايد بني خالد ، ولد أكوجيل- أيوجيل (ابن اليتيم) (التسمية عربية أمازيغية) قايد بني منقوش، ولد لحبيب قايد بني عتيق ولد البشير أومسعود قايد بني وريمش. وقد تلقوا برنوس التعيين من السلطان نفسه الذي خاطبهم قائلا : " اذهبوا ولا تقلدوا سلوك أولئك الخونة الذين يشكلون وصمة عار على جبين الإيالة)
وقد ضلت المغامرة المأساوية لقايد بني يزناسن السابق ، عالقة بالأذهان على الدوام، كان يدعى ولد البشير أومسعود وقبل تعيينه قايدا، قدم هو ايضا إلى فاس وقبل الأعتاب الشريفة وأصبح مهاب الجانب في بلده حيث حظي بالشهرة بفعل ثروته وكثرة مناصريه. وقد تمكن من القضاء على القياد المناوئين له ببني يزناسن وبأنجاد. هكذا أصبح رجل سلطة بكل معنى الكلمة محاطا بثوة هائلة مستعدا للتمرد على ملكه في كل لحظة ومخربا هذه المنطقة  بفعل غزواته المتكررة، ناعتا عامل وجدة بالطفل الصغير.


----

Auguste moulieras أوجست مولييراس – المغرب المجهول- الجزء الأول –اكتشاف الريف- ترجمة عز الدين الخطابي ط2007

الثلاثاء، 4 يوليو 2017

الناظور، قرية صغيرة تمددت - ترجمة عبد الله لحسايني

الناظور، قرية صغيرة تمددت 
- الترجمة عبد الله لحسايني 
  بقلم- فرانسيسكو سارو كراندياس
عن مجلة زمان عدد 17

 قبل أن تصبح مدينة واسعة كما هي عليه اليوم، كانت هذه المدينة الريفية عبارة عن قرية صغيرة وجميلة، لكن جمالها لم يشفع لها أو يحمها من الهجمات العسكرية الإسبانية.   
لم تبدأ ملامح المدينة الحالية في التشكل إلا بعد سنة 1911.حيثُ تُظهر بعض صور تلك الحقبة بقايا قرية قديمة، اندثرت سنة 1909على مقربة من المدينة. إنها قرية الناظور القديمة التي نادرا ما تذكر إن لم نقل أنها لم تذكر نهائيا في الوثائق المؤرخة للمنطقة الشمالية للمغرب. بل إن اسم الناظور لم يُتداول إلا بعد نهاية القرن التاسع عشر. فقبل ذلك كانت قرية مزوجة أو مزوزة أو مزوشة هي القرية المتداول اسمها، رغم أن الناظور كان القرية الأهم 
وفي وثائق الأرشيف الإسباني ،كانت المراجع تعتمد اسم "قبيلة مزوزة " بشكل كبير للدلالة على القرية التي تناصب العداء لمليلية . فلم يكن يهم من القرية إلا عدد مقاتليها من المشاة والفرسان ، والذين يجب على المنطقة الإسبانية أن تضبط حساباتها لمواجهتهم 
وقد كانت أول وثيقة تذكر القبيلة ، وثيقة تصف منطقة كلعية في 1722 حيث ذكرت : " في جنوب مليلية ؛ وعلى مسافة ميلين ، هنالك مكانين قريبين من بعضهما البعض يسميان مزوجة و فرخانة، بساكنة تقدر ب 300 نسمة بما في ذلك القادرين على حمل السلاح و بما فيهم العشرين فارسا".ويعتبر ذلك مرجعا عاما للعدد الذي كانت عليه العوائل .ويبدو أن نواتي ساكنتيْ القريتين كانت الأكثر أهمية في القبيلة 
وإلى حدود نهاية القرن التاسع عشر ، لم يكن بالإمكان العثور على  أي مرجع أو وثيقة ما عدا بيانات خاصة بقدامى المحاربين وتقنياتهم في ممارسة الحرب.وقد شملت كتابات الكبيتان "ألفيار" في مذكرته التي دونها إبان إقامته بمليلية سنة 1846، شملت قبائل قلعية و ساكنتها لكن دون إشارة واضحة إلى قرية بعينها. إذ أنه كان يركز أكثر على وضعيتهم كأعداء رغم  أنه وبشكل استثنائي خص بعض الفقرات لوصف أعراف  وطابع الساكنة الأصلية ومنتوجات البلاد. 
وفي سنة 1886،وصل المستكشف الفرنسي هنري دوفييرفيي إلى مليلية ، يرافقه الشريف الوزاني، قادمان من الجزائر . وقد مرا عبر الناظور التي سماها هو الآخر مزوجة ، وقال أن بها يقطن سيدي الحاج حدو، ويقصد دون شك الحاج حدو بن مسعود الذي وصفه بالقاضي ، والذي كان في الحقيقة قائدا لمزوجة 
  
ووصف المستكشف الفرنسي المنظر فقال "وانطلاقا من هذه النقطة المرتفعة ، يمكننا الاستمتاع بمشهد بانورامي شامل وساحر للسبخة" ويقصد مارتشيكا التي كانت منقسمة إلى قسمين حين  كان مصب بوقانة مغلقا.ولم يفتح ثانية إلا في سنة 1887 

الجمعة، 23 يونيو 2017

الخصوصية اللغوية لأمازيغية بني يزناسن

الخصوصية اللغوية لأمازيغية بني يزناسن
للباحث عبد الله لحسايني


تقع قبائل بني يزناسن بإقليم بركان في ملتقى عرقي وتشعب وتنوع لغوي. فلغويا بالإضافة إلى الدارجة العربية الشرقية الصادرة من وجدة والجزائر، والدارجة العربية "الغربية" القادمة من وسط و غرب المملكة ، و التي أضحت تؤثر بشكل قوي على الاختيار اللغوي للمنطقة، بفعل القنوات الإعلامية،  يحيط بالقبائل اليزناسنية أيضا لهجات من اللغة الأمازيغية أبرزها لهجات قبائل كبدانة و قلعية بما في ما بينهما من اختلاف. كما تتلاقح مع لهجات منطقة العيون سيدي ملوك بقبائلها المتنوعة من زكارة وبني بوزكو..، كما أن تواجدها على حدود المنطقة المحتلة اسبانيا زاد من تنوع المفردات المستعملة اضافة للمصطلحات الموروثة عن الفرنسية بحكم تواجدها تحت الاحتلال الفرنسي. 
وعلى المستوى العرقي تتميز المنطقة بتواجد أعراق امازيغية مختلفة وأصول عربية متباينة أيضا. ويمكن تمييز العرق الأمازيغي الزناتي كالعرق الأكثر سيادة على المنطقة قد يليه العرق الصنهاجي.
في ملتقى عرقي ولغوي متشعب كهذا، هل يمكن الحديث عن خصوصية وتفرد لغوي لبني يزناسن ؟

الخصوصية اليزناسنية:

كانت قبائل بني يزناسن تقطن السلسلة الجبلية المسماة باسمهم، والتي تنتهي شرق المنطقة الريفية، بين الحدود الجزائرية و بقية كتلة الريف، في المثلث المحدود شرقا بواد كيس وغربا بواد ملوية، قبل أن ينزل أغلبها ليستوطن سهل تريفة، أو مدينة بركان[1].
ورغم تعريب[2] المدينة بالكامل تقريبا، وتحول ساكنتها إلى استعمال الدارجة العربية بدل اليزناسنية، إلا أن مناطق كثيرة محيطة لا تزال تتحدث اللغة الأم. خصوصا منطقة أكليم والشويحية وشراعة وتفوغالت، وأغلب ساكنة البادية المحيطة. والذين يستنكفون عن الحديث بها إلا فيما بينهم، وكأنها نوع من بطاقة تعريف الهوية.
ومن حيث نوعية اللهجة، تتميز أمازيغية ياث يزناسن[3] بكونها من اللهجات الزناتية.
فـتسمية "يزناسن" - وتعني إيزناتن أو "الزناتيين"  باللهجة الزناتية- توحي بأن هؤلاء الأمازيغ يتفردون بكونهم أغلبية زناتية، في محيط غير زناتي. كما تُحمل على كونهم الزناتيين الوحيدين في المنطقة، أو أنهم يشكلون الغالبية مقابل تشكيلهم أقلية في المناطق المجاورة.[4]
ورغم خصوصياتهم اللغوية والعرقية، إلا أننا نجد بعض اللغويين يصنفون لهجتهم ضمن المجموعة الريفية[5]، وفي صنف اللهجات الزناتية. فيرجعون في الغالب لفهم مصطلحاتها إلى المراجع اللغوية المعتمدة للريف.
بينما اضطر الاختلاف الصوتي واللفظي مختصين آخرين[6] إلى تمييز اليزناسنيين عن الريف. لكونهم لا يشتركون معهم في أشكال نطق كثيرة.
 فمثلا، لا يدمج الزناسني حرف اللام بالراء كالريفي، ولا يدغم الأخيرة.. كما أن حرف الشين عند الأول متميز للغاية. فهو يُلفظ بين الشين والكاف، وهو أقرب إلى الشين الألماني أو الكردي. بينما ينطقه الريفي شينا تاما. وحرف العلة الأولي في الأسماء المذكرة نادر عند بني يزناسن، فيم الترقيق أو الترخيم متقدم، ويهم مثلا:
-       الترخيم على مستوى الحروف السنية (الصادرة من الأسنان)،  فحرف التاء يتغير إلى حد النفخ بالحنجرة فيصير هاء ( مثلا: نيهنين / نيـتـنين / وتعني: هم ).
-       الترخيم على مستوى الصوت الحنكي، اللهاة: حرف الكاف يتحول إلى ياء (أكسوم / أيسوم / وتعني اللحم).
-       وبالعكس فالياء تتحول إلى سين في المواضع الصوتية الانفجارية[7]
وحسب اللغوي الفرنسي إدموند ديستاين، يتجاوب اليزناسنيون بشكل أسهل مع لهجة الزكارة، وبني بوزكو بعيون سيدي ملوك، ومع بني بو سعيد وبني سنوس، ومع أهل فكيك ومع آيت سرغوشن. لكنهم يجدون صعوبة في الفهم حين يتواجهون مع الريفيين، بسبب النطق الخاص لهؤلاء. والعكس غير صحيح، فالريفي يفهم الزناسني بسهولة. كما أن الأمر يسوء أكثر حين يتواجه الزناسنيون مع شلوح سوس، فالتفاهم آنذاك يزداد صعوبة.[8]
من هذا المنطلق يُعتبر كلام بني يزناسن الأقرب إلى جيرانهم الجنوبيين والجنوب شرقيين، خارج نطاق المنطقة الريفية: أي بنو سنوس في الجزائر، وأيت وراين وآيت سغروشن.
مما سبق  نخلص إلى أن منطقة بني يزناسن أو آث يزناسن وإن كانت تقع في بحر الريف أو كما تسمى بالريف الصغير (تريفت-تريفة) إلا أنها تتميز بخصوصيتها اللغوية التي تستحق أن يفرد لها دراسات خاصة مماثلة للدراسات اللغوية الريفية التي ملأت المكتبات المغربية. كما على أنه  على معهد  الثقافة الامازيغية أن يأخذ خصوصيتها بعين الاعتبار في تقنينه وترسيمه للأمازيغية، فيدرج الحروف الزناسنية كالياشس أو الشين الألماني والياث الثاء المستعملة عند ازناسن والريف.





[1] كانت تسمى من قبل قرية سيدي امحمد أو بركان، ثم أبركان فـ بركان.
[2]  يذكر أن التعريب أدى مفعوله بعد تقوية وتشجيع السكن في بسيط تريفة (بركان أو سيدي امحمد أوبركان)، وقد كان للإشاعات المقرنة بين الامازيغية والتخلف، دور في تخلي مجموعات كبيرة من الأمازيغ عن تلقين لغتهم للأبناء. يلاحظ اليوم، خصوصا في مدينة بركان، أن الجيلين الأخيرين لا يتقنان الأمازيغية بينما لا يزال جيل الآباء يتحدث بها.

[3] يستعمل الزناتيون كلمة "ياث" أو "آث " وتعني بنو فلان أو من أصل فلان، مثلا ياث حكتيك، اث مزاب. بينما تستعمل قبائل الأمازيغية الصنهاجية "أيت"  بدلا عنها فيقال مثلا "آيت ملول".
[4] شيء غريب أن لا تسمى القبائل الأخرى المتفرعة عن الأمازيغ الصنهاجيين باسم " إيصنهاجن" مثلا على غرار اسم إيزناسن. ما قد يشي بتمييز سياسي ما خصوصا مع التنافس القديم بين الفرقتين والذي اتخذ طابعا سياسيا دينيا في الفترات السابقة، حيث انظم صنهاجة للفاطميين فيما شايعت دولة بني مرين الزناتية الأصل الأمويين. يذكر أن قبائل من الريف زناتية أيضا كبني توجين وغيرهم..
[5] تسمية سهل تريفة المتواجد ببني يزناسن أتت من كلمة تريفتْ، أي مؤنت الريف او الريف الصغير، مما يشي بانتماء معين للريف الأكبر.

[6] خصوصا الكاتب واللغوي رينيسيو.
[7]  Encyclopédie berbère E.B. et S. Chaker Beni Snassen / Beni iznasen (en berb. : At Iznasn)  P : 1468-1470
[8] P. 86 Essai de classification des dialectes Berbères de Maroc par Edmond Destaing – Etudes et Documents Berbère 2001-2002

تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغربي

تسجيل القفطان المغربي كعلامة دولية – أكاديمية التراث تسجيل القفطان المغربي كعلامة جماعية دولية: انتصار للتراث المغر...